على الرغم من أن العملية الانتخابية تمت فى أجواء هادئة ومؤمنة بشكل كبير
بشهادة الخبراء وباتفاق مختلف القوى السياسية، إلا أن عمليات الفرز ونقل
الصناديق إلى المناطق المخصصة لذلك شابها الكثير من المشكلات، بداية من
تجميع الدوائر الانتخابية فى أماكن واحدة، الأمر الذى أحدث زحاما شديدا
وارتباكا داخل اللجان.
بداية مشكلات الفرز كانت فى مدرسة جلال فهمى بشبرا الخيمة، حيث أطلق أحد
ضباط الجيش المتواجدين بها، عدة أعيرة نارية فى الهواء كإجراء تحذيرى،
بعدما طالب المستشار معتز خفاجى رئيس اللجنة بضرورة إخلاء ساحة الفرز من
المرشحين ومندوبيهم لكى يتمكنوا من إدخال الصناديق الموجودة خارج اللجان
إلى السرادق المخصص لعملية الفرز للتحفظ عليها لحين فرزها.
ودفع تواجد عدد كبير من مندوبى الأحزاب والتزاحم الشديد داخل اللجنة إلى
مطالبة رئيس اللجنة بوقف الفرز وإخراج جميع المندوبين من اللجنة حتى يتم
استكمال الفرز، وطالب من موظفى الفرز إخلاء السرادق حتى تتمكن قوات الأمن
من إخراج المندوبين وإخلاء السرادق.
فيما قام الدكتور حازم فاروق مرشح حزب الحرية والعدالة بالصعود إلى المنصة
ومطالبة جميع مندوبى حزب الحرية والعدالة بالخروج من اللجنة عدا 12 منهم
فقط حتى تتمكن اللجنة من استكمال فرز الأصوات.
من جانبه قال المستشار نور الدين على رضوان رئيس لجنتى 223 و224 بمدرسة
ناصر الثانوية العسكرية لـ"اليوم السابع" إن قرار رئيس لجنة الفرز بشمال
القاهرة جاء بسبب التخبط وسوء التنظيم من قبل اللجنة العليا للانتخابات،
وسوء التأمين من قوات الجيش، مؤكداً أنه احتفظ بمحاضر لجتيه حتى النهاية،
مضيفاً أنه لم يوجد أى نوع من البلطجة تم داخل اللجنة.
على صعيد آخر، تسلمت قوات الجيش الصناديق الانتخابية بالدائرة الأولى، بعد
أن قرر رئيس اللجنة العامة إلغاء عملية الفرز فيها، كما قامت قوات الجيش
بإطلاق عدة أعيرة نارية فى الهواء بعد رفض المراقبين والأهالى الاستجابة
لقرار الإلغاء.
وعلم اليوم السابع من مصادر قضائية، أن عدم تشميع الصناديق قبل مغادرة
أعضاء لجان الفرز للمقار يهدد بإلغاء الانتخابات فى الدائرة الأولى، خاصة
حال استكمال عمليات الفرز فى وقت آخر، وطعن أحد المرشحين على النتائج أمام
محكمة القضاء الإدارى وتشكيك النتيجة بسبب ترك الصناديق دون تشميعها، فإن
المحكمة ستقضى بإلغاء النتيجة، وإعادة الانتخابات فيها مرة أخرى.
وغادر رؤساء اللجان مقر الفرز فى الدائرة الأولى بعدما قرر المستشار معتز
خفاجى رئيس اللجنة إرجاء عملية الفرز لحين عودة الهدوء مرة أخرى، وتم غلق
الصناديق وتوقفت عمليات الفرز، وغادر القضاة مقار اللجنة وتحركت أفراد
القوات المسلحة لتأمينهم.
فيما أكد المستشار هشام رءوف، رئيس محكمة استئناف القاهرة، أنه لا يوجد ما
يسمى بقرار إلغاء الانتخابات بعد دخولها مراحل الفرز، بسبب الفوضى أو غير
ذلك، ولكن من الممكن اتخاذ قرار بتأجيل عمليات الفرز إلى اليوم التالى،
خشية من حدوث مخاطر على أعضاء لجان الفرز.
ويشهد نادى قضاة حالة من الغليان نتيجة لسوء معاملة القضاة من جانب اللجنة
العليا للانتخابات، بعدما تفقد المستشار أحمد الزند رئيس النادى مقار عدد
من الدوائر منها كلية السلام التجارية بنات.