واشنطن تستخدم (الفيتو) ضد قرار بشأن الاستيطان الإسرائيلي
عواصم
- وكالات - استخدمت الولايات المتحدة الجمعة حق النقض (فيتو) ضد مسودة
قرار بمجلس الأمن الدولي يدين المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي
المحتلة، معتبرة أن هذا الإجراء سيعرقل محادثات السلام الإسرائيلية
الفلسطينية.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس
«معارضتنا لمشروع القرار المقدم لمجلس الأمن الدولي لا يجب أن يفهم على
أنه يعني أننا نؤيد الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية».
وصوت الأعضاء الأربعة عشر الآخرون في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار إلا الولايات المتحدة أسقطته باستخدام حق الفيتو.
وصوت
لصالح الاقتراح الدول الأخرى الأعضاء الدائمون في المجلس وهم الصين وروسيا
وبريطانيا وفرنسا بالإضافة إلى الأعضاء الـ10 المنتخبين وهم البرازيل
والبوسنة وكولومبيا والجابون وألمانيا والهند ولبنان ونيجيريا والبرتغال
وجنوب أفريقيا.
وحصل مشروع القرار على تأييد 130 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال السفير الإسرائيلي ميرون روفين للمجلس إن المفاوضات المباشرة هي السبيل الوحيد لتسوية الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقال
رياض منصور المبعوث الفلسطيني لدى الأمم المتحدة للصحفيين بعد التصويت إن
السلطة الفلسطينية تقدر الدعم الكبير من أعضاء الأمم المتحدة لحق
الفلسطينيين في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المستمر منذ
عام 1967 .
وكان مشروع القرار يطالب مجلس الأمن بإعلان أن «المستوطنات
الإسرائيلية التي أنشئت في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما
فيها القدس الشرقية، غير شرعية وتشكل عقبة رئيسية أمام تحقيق حل عادل
ودائم وسلام شامل».
وهذا هو الفيتو الأمريكي الأول منذ عام 2006 والأول في عهد الرئيس باراك أوباما.
من
جانبه أبدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس حرصا على استمرار العلاقات مع
الولايات المتحدة رغم إسقاطها مشروع قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي في
مجلس الأمن الدولي.
وقال عباس ، خلال لقائه أعضاء المجلس الأكاديمي
الفلسطيني في رام الله:»لا نسعى إلى مقاطعة الإدارة الأميركية وليس من
مصلحتنا مقاطعة احد، لأننا لسنا عدميين بل نريد المحافظة على مصالحنا
وحقوقنا المشروعة بموجب القانون الدولي».
وقد اعلنت القيادة الفلسطينية
مساء الجمعة ان الفيتو الاميريكي «يشجع اسرائيل على الاستمرار في
الاستيطان»، مشيرة الى انها ستعيد النظر في عملية المفاوضات مع اسرائيل.
وقال
الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة في تصريح لوكالة
وفا الفلسطينية ان الموقف الاميركي «لا يخدم عملية السلام بل يشجع اسرائيل
على الاستمرار في الاستيطان والتهرب من استحقاقات السلام».
كما اعلن
امين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه ان القيادة الفلسطينية
ستعيد تقييم عملية المفاوضات بمجملها اثر الفيتو الاميركي في مجلس الامن.
وقال
عبد ربه ان القرار الاميركي «مؤسف للغاية ويمس مصداقية الولايات المتحدة
لانها تعترض على قرار يؤكد على حرية الشعب الفلسطيني وحقوقه في الوقت الذي
تعلن انها مع حرية شعوب المنطقة وضمان حقوقها».
اما كبير المفاوضين الفلسطينيين المستقيل صائب عريقات فاعتبر ان الفيتو الاميركي «ضد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية».
ودعا
الى اعادة النظر في بقاء السلطة الفلسطينية ودراسة احتمال نقل المسؤولية
الكاملة عن المناطق الفلسطينية الى اسرائيل باعتبارها القوة المحتلة .
وقال
عضو مركزية حركة فتح جمال محيسن «لن نتوقف عند الفيتو الاميريكي وسنواصل
خطواتنا باتجاه مجلس الامن والامم المتحدة ومحكمة لاهاي وكل المؤسسات
الدولية جنبا الى جنب مع حركة شعبنا في الشوارع لانهاء الاحتلال
والاستيطان وسنلجا لكل البدائل».
الى ذلك اعتبرت حركة حماس امس أن
استخدام الولايات المتحدة الأميركية حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن
الدولي ضد مشروع قرار يدين الاستيطان «يكشف حقيقة دعمها لكل ما ترتكبه
إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني».
كما اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة
حماس خالد مشعل امس ان «الانحياز الاميركي والعجز الدولي» يفرضان «اجراء
مراجعة جذرية وشاملة» للوضع الفلسطيني.
من جانبها دانت الامانة العامة
لجامعة الدول العربية استخدام الولايات المتحدة لحق النقض(الفيتو) في
مواجهة مشروع قرار عربي يدعو لادانة الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي
الفلسطينية المحتلة.
وقال الامين العام المساعد لشؤون فلسطين والاراضي
العربية المحتلة السفير محمد صبيح ان استخدام الولايات المتحدة للفيتو
يشجع اسرائيل على الاستمرار في انتهاك قرارات الشرعية الدولية ويؤكد
استخدام الولايات المتحدة لسياسة الكيل بمكيالين.
وانتقدت مصر امس
استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) معتبرة انه سيلحق «المزيد من
الضرر بمصداقية» واشنطن كوسيط في عملية السلام.
على صعيد متصل دعت بريطانيا امس الفلسطينيين والاسرائيليين للعودة الى طاولة المفاوضات.
وقال
وزير الخارجية ويليام هيغ «ادعو الطرفين لاستئناف المفاوضات المباشرة في
اسرع وقت ممكن للتوصل الى حل بدولتين على اساس ثوابت واضحة».
من
ناحيتها اعربت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال آليو-ماري الجمعة عن
«اسفها» لعدم التوصل الى اتفاق في مجلس الامن الدولي حول مشروع القرار
العربي الذي يدين الاستيطان الاسرائيلي.
بينما اعربت مسؤولة السياسة
الخارجية بالاتحاد الاوروبى كاترين اشتون عن اسفها ازاء فشل الامم المتحدة
في اتخاذ قرار بشان مسألة الاستيطان الإسرائيلي في الاراضى الفلسطينية
المحتلة ودعت كافة الأطراف فى عملية السلام إلي استئناف المباحثات .
وفي
اسرائيل وبعد استخدام الولايات المتحدة للفيتو اعلن رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو امس التزام اسرائيل بتحقيق السلام مع كل جيرانها في المنطقة ومن
بينهم الفلسطينيون.
http://www.alrai.com/pages.php?news_id=386233