السلام عليكم ورحمة ورحمة الله وبركاته
الإستغفـــــــــــــــــــــــاااااااااااااااااار
الاستغفار طلب مغفرة الذنوب وستر العيوب من الله الغفور الرحيم , وقد جعل الله عز وجل للمستغفرين الصادقين ثواباً عظيماً دنيويا ، ثم في الآخرة .
- الاستغفار سبب زيادة قوة الأمم و الأفراد :
قال نبي الله هود عليه وعلى نبينا السلام : (و يا قومِ استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين ) [ سورة هود : 52 ]
ـ وفي ساحات القتال التي شهدت المواجهات بين أنبياء الله وأتباعهم من جهة وبين المكذبين الضالين من جهة أخرى , نجد أن الأنبياء ومن آمن بهم يقرنون بين طلب المغفرة وطلب النصر من الله .
قال تعالى : ( وماكان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين) [ سورة آل عمران : 147 ] .
وسبب ذلك – والله أعلم – أن الداعي يريد النصر من الله , ولكن كيف يطلب النصر من الله وهو يرى نفسه مقصراً في جنب الله ومحملاً بالذنوب والآثام , ولذا فهو يطلب أن يطهره الله ويعفو عنه أولاً , ثم يطلب حاجته الحالية الملحة وهي تثبيت الأقدام في مواجهة جنود إبليس والنصر على الكفر وأنصاره.
ـ الاستغفار المقرون بالتوبة النصوح سبب لسعادة الدنيا والآخرة : - (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعاً حسناً إلى أجل مسمى ويؤتِ كل ذي فضلٍ فضله ) [ سورة هود : 3 ] .
ـ وهو سبب لأن يرحمنا الله ويحبنا : (واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود ) [ سورة هود : 90 ] .
ـ من ثواب الاستغفار أن ينزل الله علينا بركات السماء ويفتح علينا بركات الأرض : الأموال والبنين وإنبات النبات وجريان الأنهار : ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً , يرسل السماء عليكم مدراراً ,ويمددكم بأموالٍ وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً ) سورة نوح .
ـ والله سبحانه لا ينزل عذابه ونقمته على أمة تستغفره وتتوب إليه ( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) [ سورة الأنفال : 33 ] .
والاستغفار تجديد للعهد بين العبد و ربه ,وأنه ملتزمٌ لطاعة مولاه , يعود إلى ربه وإلى طاعته في كل وقت , وكلما أذنب وكلما غفل , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنه ليغان على قلبي – أي يأتي عليه شيء من الفتور – وإني لأستغفرالله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة ) رواه مسلم .
تلك كانت حاله صلى الله عليه وسلم وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
والمؤمن إذا انتهى من صلاته المكتوبة وكذلك صلاة الليل يستغفر الله عز وجل طالباً أن يغفر الله له ما كان في عبادته من تقصيرٍ وخلل , كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاة المكتوبة قال : ( أستغفر الله ) [ ثلاثاً ] . وقال الله تعالى عن المؤمنين : ( وبالأسحار هم يستغفرون ) [ سورة الذاريات : 18 ] .
بل وحتى بعد مجيء النصر من الله , واندحار الكفار , ودخول الناس في دين الله أفواجاً , يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالتسبيح المقرون بالحمد وبالاستغفار والتوبة ( إذا جاء نصر الله والفتح , ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً , فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً ) [سورة النصر ] .
فيا أيها السوريون - بل ويا كل المسملين –استغفروا الله وتوبوا إليه وأصلحوا أعمالكم وعودوا إلى ربكم , واسألوه النصر على أعداء الدين مع طلبكم مغفرة الذنوب والعفو والرحمة من رب العالمين , كما علمنا الله عز وجل في آخر سورة البقرة أن ندعو ( واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ) , جاء في حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – الذي أخرجه مسلم في صحيحه أن الله تعالى قال : ( قد فعلت ) أي قد أجبت من دعا بهذا الدعاء .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون , وسلام على المرسلين , والحمد لله رب العالمين .
.......................................
استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القويم وأتوب إليه