عذراً لأني غيرت هذا المثل العربي المشهور , لكنه أنسب وصف يوصف به ضيفي في السطور القادمة ..
إنه مشهد يتكرر أمامنا بشكل شبه يومي .. إن لم يكن يومي , المكان : المجمعات التجارية الكبرى والأسواق العامة ,المستشفيات ... إنه مشهد عرض النساء مفاتنهنّ أمام الملأ فالناظر للوهلة الأول يتساءل ماذا حدث للناس أين أوليائهن ؟ هل بالفعل ترحَّلت الغيرة من قلوب رجال المسلمين , كيف يحدث هذا وهي أصلاً خصلة كانت موجدة قبل الإسلام وأتى الإسلام ورشدّها .
فذلك الرجل الذي يكون في بيته كالأسد في عرينه , تارة يصرخ على هذا الطفل .. وتارة أخرى يأمر الزوجة - - يتحول سريعاً إلى رجل يساق في السوق , ولا يتقن إلا فن التبعية وراء محارمه ..
فلا ينكر منكراً في ألبستهم أو توجيهاً في طريقة لبسهم العباءة وقضاء حوائجهم بكل أدب وفضيلة , وإنما هو كما ذكرت آنفاً يتحول إلى الزوج أو الأب أو الأخ المقاد , ومن عجائب هذا الشخص أيضاً أنه ترى عندما يذكر اسم محرمه - على سبيل الذكر فقط - يتصبب عرقاً وتحمرُّ وجنتاه ويحني رأسه خجلاً ..
بينما في السوق يعرض أجساد من هو مسئول عنهم يوم القيامة على الملأ وبدون أي غيرة أو خجل ! فلا ينظر إليهم البعض إلا نظرة الذئب للشاة .
إننا بحاجة إلى إرجاع الفطرة السوية ( فطرة الغيرة ) قبل أن تموت , وصدق ابن القيم – رحمه الله – حين قال " إذا ترحلت الغيرة من القلب .. ترحلت المحبة .. بل يرحل الدين كله "
واختم بهذه القصة لأعرابي في الجاهلية .. عندما زفت إليه عروسه على فرس ولما وصلت إليه قام وعقر تلك الفرس التي ركبت عليها الزوجة فتعجب الناس من حوله وسألوه عن سر عمله , فقال لهم : خشيت أن يركب السائس .. مكان جلوس زوجتي ولا يزال مكانها دافئ ؟
فيا ترى .. فهل سيكون هذا الأعرابي أشد غيرة منك ؟