فى أول رد فعل لتكليف الدكتور كمال الجنزورى بتشكيل الحكومة
الجديدة، أكد الكاتب الصحفى فهمى هويدى، أن الجنزورى لا يرضى طموحات ميدان
التحرير ولا يعتقد أنه سيحقق الهدف من تغيير الحكومة، وهو التصالح مع
الشعب من قبل المجلس العسكرى.
كذلك فإن الدكتور عماد
جاد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية، اعتبر اختيار الجنزورى
استمرار لمسلسل أخطاء المجلس العسكرى وتحدى الميدان، بل واستمرار لمسلسل
تصعيد المواجهات بين المجلس العسكرى والثوار.
وأضاف: المجلس العسكرى يوجه رسالة واضحة لثوار التحرير مفادها: إذا كنتم لا
ترغبون فى شرف فسآتى لكم بالجنزورى وهو من عصر مبارك أيضا، مؤكدا أن
غالبية وزراء حكومة الجنزورى فى السجن الآن، ومنهم العادلى وعاطف عبيد
وصفوت الشريف.
وأكد جاد، أن اختيار الجنزورى يعنى بوضوح أن المجلس لا يرغب فى حكومة
حقيقية بل مجرد سكرتارية، متوقعا أن يتراجع عن هذا الاختيار بعد التصعيد من
قبل الميدان فى مواجهة هذا الاختيار.
ووصف الدكتور عبد الغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، اختيار الجنزورى، بـ"الخارج
عن السياق"، موضحا أن الثوار رشحوا 4 أسماء، هى: البرادعى وعبد المنعم أبو
الفتوح وحمدين صباحى وهشام البسطويسى، فأتى المجلس بواحد من خارج السياق،
فى محاولة لتصعيد نبرة التحدى.
وشدد شكر على أن الجنزورى ودع الحياة العامة منذ أكثر من 15 عاما، وحالته
الصحية وعمره الكبير لا يسمحان له بتحمل مهام شاقة وحساسة كمهام الحكومة
الجديدة التى تعمل على صفيح ساخن، وحالة من عدم الاستقرار وتمر باختبارات
هامة.
وأشار إلى أن المجلس باختياره الجنزورى اختار أحد الذين عملوا مع مبارك وإلى من يطمئن إلى أنه يستطيع التوافق معه، ضاربا المثل بالدكتور محمد
البرادعى الذى أعلن بحسم رغبته فى صلاحيات أكثر تضمن له العمل بحرية
واستقلالية وحسم كشرط لقبوله رئاسة الحكومة، وتوقع رئيس حزب التحالف الشعبى
الاشتراكى، استمرار حالة عدم الاستقرار فى البلاد، مراهنا على تشكيل
الجنزورى حكومة ثورية، قادرة على تخطى تلك الأزمة.
واستطرد: إذا اختار الجنزورى حكومة من الوجوه التى شاركت فى الثورة
واستطاعت وضع خطط لمواجهة مشاكل مصر الكبرى سيتراجع الثوار، أما إذا لم
يفعل ستظل الأزمة قائمة، لأن مصر دخلت مرحلة جديدة من تطورها، والسيطرة على
الوضع دون تحقيق أهداف الثورة وهم كبير.
أما المفكر جمال أسعد فرأى أن الإشكالية تتمثل فى فقدان الثقة من قبل
الشارع فى الأحزاب السياسية القديمة وجميع القوى السياسية والكل يخون الكل،
لافتا إلى أن هناك فرقا بين التحرير فى يناير والتحرير الآن، فالتحرير
الآن شكل جديد بعيد عن التحالفات السياسية ولا يوجد منصة يتصارع عليها
الجميع، وأصبح الآن هو المعبر الحقيقى عن الروح الثورية.
ولفت أسعد، إلى أن كبر سن الجنزورى وكونه رئيس وزراء من العصر السابق لا
يسكت صوت التحرير العالى، مع خفوت صوت كل التنظيمات السياسية يحعل من الصعب
قبوله، رغم وجود قبول شبه مبدئى من الشعب له.
واستكمل "أسعد": لا نستطيع أن نرفض الجنزورى رفضا مطلقا، لكن عليه أن يأتى
بوزارة ثورية شبابية غير تقليدية تمزج بين الحنكة والروح الشبابية، ولو
أتى بوجوه قديمة سيصعد التحرير بينه وبين العسكرى، لافتا إلى ضرورة تشكيل
وزارة سياسية وليست من التكنو قراط.
وعلق الكاتب الساخر جلال عامر، على اختيار الجنزورى بالقول: ليس من حقك أن
تتطلع إلى منصب مهم فى بلدك، فهو مثل مقاعد الأتوبيس مخصصة لكبار السن.