الاستاذ الصغير عضو ذهبى
| موضوع: أَيْ بُنَيَّتي رسالة إلى ابنتي عشية زفافها الجمعة 25 نوفمبر - 20:50 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أَيْ بُنَيَّتي رسالة إلى ابنتي عشية زفافهاأي بنيتي : السلام عليك ورحمة الله وبركاته !أعظم تحية؛ سلم الله بها على المرسلين، وأمر الله عباده المؤمنين ، أن يحيوا بها نبيه ، وأنفسهم ، وعباده الصالحين .سلام : يحفظك من بين يديك ومن خلفك ، في نفسك ، وبدنك .ورحمة : تغمر قلبك ، وتكتنف حركاتك وسكناتك .وبركة : تحيط بك ، ولك ، وعليك .قد كنت يا بنيتي حين أطللت على الدنيا قبل عشرين سنة فرحةً، وبهجة، وأنساً.ثم تألقت بعد ذلك أدباً ، ودلاً وسمتاً .وها أنت تُزفين إلى زوجك على أجمل صورة ظاهرةٍ ، وباطنةٍ ، ترفلين بثياب الحسن والأدب ، مع ما منَّ الله به عليك من الدين والخلق .فهنيئاً لك ، وهنيئاً له .أي بنيتي : ليس سهلاً على أبٍ فراق ابنته ، وحبة قلبه ، وإن بدا متجلداً ، وعزاؤه أن كريمته انتقلت من يد شفيق ، إلى يد شفيق آخر ، يتقي الله فيها ، ويرعى حرمة الزوجية ، يسرها وتسره ، يلاعبها وتلاعبه ، يؤانسها وتؤانسه .ولولا ذاك ، ولولا أن في البقاء منقصة ، ولولا أن الزواج مكرمة ومعزة ، ما كان سوادك يفارق سوادي ، ولا أظلك بيت غير بيتي ، إلا أن يشاء الله .لكنها سنة الأولين ، وهدي المرسلين ، وقانون الحياة والتكاثر . لا زلت يا بنيتي كريمة على أبويك ، تتقلبين بين بيتيك ؛ بيت تالد ، وبيت طريف ، فطيبي نفساً ، وقري عيناً ، فإما ترين من البشر أحداً ، فقولي: إني أحدثت للرحمن شكراً ، حيث أحدث لي نعمةً وفضلاً .أي بنيتي : الحياة الزوجية سكينة ، ومودة ، ورحمة ، وتلك آية من آيات الله !أن يأدم الله بين قلبين ، ويمزج بين روحين ، بكلمة الله !ومع ذلك ، فإن الحياة الزوجية لا تخلو من عوارض كدر ، تقتضيها طبيعة البشر .وقد وقع أشياء من ذلك في بيت النبوة ، وحجرات أمهات المؤمنين ، فلا تبتئسي لما قد يعرض لك .وليس الشأن في حصول عارض ما ، ولكن الشأن في أسلوب مواجهته ، والتخفيف من وقعه ، ثم تجاوزه .وفي الحياة الزوجية من الأفراح والمباهج ، ما يغمر الكدر الطارئ ، ويعيد الصفو الأصيل ، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث .أي بنيتي : استمعي لهذه الوصايا التي قيدتها منذ أن تمت خطبتك ، كلما عنَّ لي ما يسرني ، أو يسوؤني ، في حياتي الزوجية لتعلمي ما يتمناه الزوج من زوجته ، فتَسعدي ، وتُسعدي :1- أكرمي مثواه : ليكن بيتك نظيفاً ، منظماً ، طيب الرائحة ، لا سيما ما يتعلق به من لباس ، وفراش ، ومجلس ، ومكتب ، فإن الرجل تأسره الخدمة ، ويزعجه الإهمال.2- أكرمي نفسك : البسي في بيتك ما يعجبه ، والبسي خارجه ما يرضي ربك . إياك أن يجد منك رائحةً غير مستحبة ، في الفم ، أو البدن ، أو الثياب .3- أكرمي أهله : لاسيما أبويه ، تفقديهم ، وأظهري الاحتفاء بهم ، أجيبي دعوتهم ، واحضري مناسباتهم .وإياك أن تبدي الاحتفاء بأهلك ، وتهملي أهله وقرابته . 4- أكرمي ضيفه : اجتهدي في تقديم ما تقدرين عليه من صنوف الخدمة ، فإن ذلك يسره .ولا تتبرمي من زواره ، فإن عجزت لعارض ، فأبلغيه عذرك ، ولا تحملي نفسك ما لا تطيق .5- كوني منظمةً : في مواعيدك ، ووجباتك ، ونومك ، واستيقاظك . لا تسبقيه بالنوم أول الليل ، ولا تستغرقي في النوم صباحاً وهو في البيت ، ولا تنامي دون ضبط المنبه ، يُبارك لك في يومك ، وتنقضي حوائجك .6- حاولي أن تتقني جميع المهارات التي تنبغي لربة البيت ؛ من طبخ، وخياطة ، وتدبير.7- اجعلي أعمالك المنزلية وقت غيابه ، وافرغي له حين إيابه .8- بادري بتلبية طلباته ، حتى ولو لم تكن عاجلة ، لأن الحزم في الأمور يريحك مما لابد لك منه ، والتسويف ينسيك ، ويشعر زوجك بعدم المبالاة . 9- لا تسترسلي في المكالمات الهاتفية أثناء وجوده في المنزل .10- اجتهدي أن يراك مبتسمة دوماً،لاسيما حين الدخول أو الخروج، فيشتاق إليك.11 - تجنبي مجادلته مهما كانت قناعتك برأيك ، واكتفي بالبيان مرةً واحدة ، فإن كثرة الجدال توغر الصدور ، ولا تحقق المقصود.والانكسار للزوج يستجيش عاطفته.12- تحملي مزاحه ، وإن بدا لك ثقيلاً ؛ فاحتمالك مزاحه حال رضاه ، أهون عليك من تجريحه حال سخطه .13- احذري من انتقاده بمقارنته بأقرانه ، فإن ذلك يخدش رجولته ، ويحمله على مقابلتك بالمثل . ووقع ذلك على المرأة أشد من وقعه على الرجل .14- احفظي أسرار بيتك ، وحاولي حل مشاكلكما الصغيرة داخله ، فإن أحوج الأمر إلى مشورة ، فأقرب الناس إليك أبويك ، فلا تترددي ، ولا تكتمي ، فإن ذلك يؤذيك ، والنفس تستريح بالبث إلى ذي عقل .15- لا تهجري فراشه ، مهما كان السبب ، وإلا فسيعتاد الاستغناء عنك .16- احتسبي على ربك كل ما تقولينه ، وتفعلينه ، في طاعة الزوج ، فإن ذلك من موجبات الجنة ؛ في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا صلت المرأة خمسها ، وحصنت فرجها ، وأطاعت بعلها ، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت ) رواه الإمام أحمد ، وابن حبان ، بسند حسن . وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي النساء خير؟ قال : ( الذي تسره إذا نظر ، وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه فيما يكره في نفسه ، وماله ) رواه الإمام أحمد ، والنسائي ، والحاكم ، والبيهقي ، بسند صحيح .أي بنيتي : فإن قلتِ : هذا له عليَّ ، فماذا لي عليه ؟ فالجواب : لك عليه قول الله عز وجل: ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف)(النساء: من الآية19) وقوله ( فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً)(النساء: من الآية34)ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة ، في حجة الوداع : ( اتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ... ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ) رواه مسلم . وقال ( استوصوا بالنساء خيراً ) رواه البخاري .أي بنيتي : أبشري ، وأمِّلي ما يسرك ، فلقد انفتح لك باب حياة سعيدة ، هنيئة ، بإذن الله ، مع زوج صالح ، وطالب علم ، يعينك ، وتعينينه ، ويُعِفُّك ، وتُعِفِّينه ، ويمنُّ الله عليكما بالذرية الصالحة ، والعشرة الحسنة، وأستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.والدك ..بقلم / د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي |
|