يتفق
اختصاصيو علم نفس الطفل على ضرورة أن يكون للطفل في المنزل ركنه الخاص
الذي يدرس فيه أو يلعب أو يقوم بهواياته كالرسم أو الأشغال اليدوية.
ولكن
هذا لا يعني بالضرورة أن يكون متفرّدًا بغرفة خاصة به وحده يعمل فيها
كيفما يشاء مستخدمًا كل مساحتها بشكل فوضوي، بل أن يكون له فيها ركن خاص
يعمل فيه.
أما
إذا كان في مقدور الأهل أن يخصصوا غرفة لأبنائهم يقومون فيها بالنشاطات
الترفيهية والواجبات والأبحاث المدرسية فلا مانع، فهذا يتيح لهم مساعدة
بعضهم، شرط أن يكون لكل واحد منهم ركنه الخاص حتى يستطيع التركيز على عمله.
والركن الخاص يمكن أن يكون مكتبًا يمكن عزله بستائر أو حاجب ( بارافان) أو
أي أثاث يوحي انفصال هذا الركن الخاص عن المساحة المتبقيّة من الغرفة.
- لماذا يحتاج الطفل إلى ركن خاص في غرفته أو في أي مكان في المنزل؟
إن
تخصيص ركن لأعمال مختلفة يقوم بها الطفل يسمح له بأن يكون أكثر تنظيمًا
والقيام بالعمل بحسب نوعه. ومكان العمل الأمثل يجب أن يسمح للطفل بممارسة
كل هواياته. فحياة الطفل تدور حول نشاطات عدة قد لا يعتبرها الراشدون
جزءًا من عمله الجدي، فيما كل نشاط يقوم به الطفل، بغض النظر عن نوعه، هو
عمل بالنسبة إليه:
يساعده في بناء فكره، واختبار العالم، وتطوير قدراته.
يمنحه الرغبة في التقدم في مجالات تبدو له غير ممتعة خصوصًا تلك المتعلّقة بالمدرسة.
فمثلاً
حين يكون البحث المدرسي المطلوب من الطفل ابتكار مجلة، فهذا يتطلب منه
نشاطًا فكريًا يتعلق بالفكرة والمواضيع التي يتضمنها، وهذه الأمور تتحقق
في المكتب، فيما تصميمها وإخراجها يجب أن يكونا في المساحة المتعلقة
بالإخراج. هذا الاختلاف في استعمال مساحة الركن الواحد يسمح للطفل بمتابعة
تفكيره ودافعه للابتكار، بالمرور من المكتب إلى موقع الإنتاج.
وهكذا
يفهم تدريجيًا أن إنتاج أي عمل يقوم به يجب التخطيط له، والتحضير له
وتنظيمه. ولكن في البداية عليه أن يكون قادرًا على القيام بكل شيء في
الوقت المناسب. إذا لا يمكنه مثلاً الكتابة أثناء اللصق أو الرسم أو الطبع.
لذا يمكن تقسيم المكان المتوافر إلى أماكن عدة للقيام بالأمور الآتية:
العمل منفردًا: مكتب.
الإنتاج: محترف للرسم، وطاولة كبيرة...
للنقاش وتبادل الأحاديث: طاولة، كنبة كبيرة أو صغيرة.
فوائد مساحة منظمة لأدوات الطفل
وجود المساحة الخاصة بأدوات الطفل لها أربع حسنات:
يعرف أين يجد أشياءه الخاصة
يتعلّم ترتيب أدواته
يعرف بسرعة ما لديه من أدوات ومواد
يساعد تنظيم الأدوات وترتيبها الطفل في بناء قدرته على تنظيم أفكاره وتنسيقها لتحقيق أهدافه الشخصية