اللعب هو العمل الذي يجيده الطفليرى الاختصاصيون أن اللعب من الأمور التي يقوم بها الطفل بفرح، إذ يساعده في تحصيل العلم والمعرفة بسهولة، وينمّي عنده قدرة
استيعاب المعلومات ويحفّزه على الإبداع ويشجعه على التعاون وتوطيد
العلاقات الاجتماعية التي يكتسبها من خلال اللعب مع أترابه، ويطوّر قدراته
على حل المشكلات التي قد تواجهه في المستقبل، ويعزّز لديه الثقة بنفسه.
فاللعب يتطلّب من الطفل استخدام مناطق مختلفة من الدماغ، وهو بالتالي
وسيلة مهمة لتطوير أسس التعليم الأربعة:
المعرفة، لعب الطفل مع الراشد يتيح له فرصة فريدة لانتقال المعرفة إليه في كل المجالات.
طريقة ممارسة عمل وإنجازه وتحديد المعطيات.
معرفة كيف يكون، أي كيف يتصرّف الطفل في المواقف المختلفة التي يتعرّض لها مما يسمح له بالاندماج مع العالم المحيط به.
إرادة الفعل أو الرغبة في العمل، فمن دون رغبة لا يستطيع الطفل أن يحصل على التعلّم وبالتالي لا يتطور فكره.
يسمح
لعب التقليد للطفل بفهم الحياة الاجتماعية وتعلّم أصولها وقواعدها، لأنه
يتيح له تحقيق أمرين: تقليد الراشدين، وإدارة التوتر والقلق. لذا يلاحظ أن
الطفل يقلّد الراشدين في كل ما يقومون به، فهو يريد أن يفعل ما يفعلونه
وإن عرقل والدته في بعض الأمور. وهذا التقليد هو الذي يساعده في النمو والتطور. فالطفل يصبح يوماً بعد يوم أكثر وعياً وإدراكاً لكل ما يحيط به من أحداث.
وإذا
لم يكن بعد جاهزاً للتدخل المباشر في ما يحدث من حوله، يكتفي بالمراقبة
والانتظار إلى أن يحين دوره في التفاعل مع الأشياء والأشخاص. وفي عمر
السنة والنصف، تتفجر كل قدراته فهو لم يعد كما كان، لقد بدأ المشي وصار
يفهم كل ما يقال له، وينتظر بفارغ الصبر أن يلعب بجهاز التحكم مثلاً.
ويشير
الاختصاصيون إلى أنه في سن السنتين يمنح الطفل الأشياء الصورة التي
يريدها، فهذا يُشعره بالسلطة تجاهها. فمثلاً يحوّل القدر إلى قبعة أو إلى
طبلة، وقميص والدته إلى ثوب أمير. ففي هذه السن يشعر الطفل بأنه ملَك في
عالم يصنعه بنفسه ومن مخيلته ويضع له حدوداً.
والتظاهر بقيامه بأمور عدة يفتح له الباب لقدرته على التقليد التي تنمو وتطور في شكل واضح في سن الثلاث سنوات.
فمن
الملاحظ في هذه السن مثلاً تظاهره بصنع الحلوى من التراب ويتعامل معها على
أنها حلوى حقيقية كالتي تحضرها والدته، أو يجعل من صندوق الكرتون سيارة
يقودها. كما يستحضر الأحداث الماضية مع لعبته، ويتمثّل الحالات التي عاشها
ويعيشها عن طريق اللعب. فمثلاً يعضُّ لعبته لأنها ترفض أن تأكل، وينهرها
متظاهراً أنها وسخت نفسها. فلعب دور والديه يشعره بأنه الوحيد المسيطر على
الأمور والأحداث