نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية تقريراً عن وضع الأحزاب الإسلامية
فى مصر فى الوقت الراهن، وقالت إن هذه الأحزاب ستحقق على الأرجح فوزاً
كبيراً فى الانتخابات التى ستجرى يوم الاثنين المقبل، إلا أن انقسام تلك
الأحزاب يثير تساؤلات عما إذا كانت مصر ستظهر كمصدر إلهام ديمقراطى، أم
ستنزلق مرة أخرى نحو الحكم الاستبدادى الذى يهيمن عليه العسكر.
وتحت عنوان "الإسلام السياسى عند مفترق طرق فى مصر"، قالت الصحيفة إن حزب
الحرية والعدالة، الذراع السياسى للإخوان المسلمين، وحلفائه الإسلاميين
الأكثر محافظة سيحققون فوزاً كبيراً فى الانتخابات، فلا توجد منظمات أخرى
منضبطة ومتصلة بالجماهير مثلهم، إلا أن وحدة الجماعة التى تدعمت على مدار
عقود فى وجه قمع حسنى مبارك والحظر الذى فرضه عليهم، بدأت تتشقق مع انفصال
الأصوات الشبابية عنها.
وتحدثت الصحيفة عن شباب الإخوان السابقين الذين أسسوا حزب التيار، الذى
تقوم رؤيته على أن تكون مصر أكثر تسامحاً وأكثر علمانية من الإيدولوجية
السياسية للإخوان الذين حولوا المساجد إلى أماكن للدعاية، على حد قولها،
ومن المتوقع أن يسعوا إلى التشدد الدينى فى الحياة اليومية.
وتمضى الصحيفة فى القول، إن الإخوان لم يكشفوا عن رؤيتهم الحقيقية للإسلام
السياسى، فالعلمانيون يزعمون أن الجماعة تخفى أجندة أكثر تشدداً مما يروج
له حزبها "الحرية والعدالة"،
فأعضاء الجماعة يناقضون أنفسهم وفى بعض الأحيان ويعملون بنوع من الانطواء
الناجم عن سنوات لم يهتموا فيها بالحفاظ على صورتهم كأصدقاء للإعلام.
ويعتقد الإخوان المسلمون، حسبما تقول لوس أنجلوس تايمز، أن هذه هى اللحظة
المناسبة، وكان رفع الجماعة لشعار "الإسلام هو النور والقرآن هوالدستور"
فى مليونية الجمعة الماضية أثار شكوكاً حول رغبة الإخوان فى أن يكون دستور
مصر الجديد وهويتها محمية بالشريعة الإسلامية.
وتنقل الصحيفة عن زينب محمد كامل، عضو جماعة الإخوان قولها، إن المسلك الذى
يتبناه بعض الشباب المنشقين عن الجماعة غير مقبول دينياً، وترى زينب أن
واجب كل مسلم أن يصوت لجماعة أو حزب تجعل حكم الشريعة هو السائد، معتبرة أن
فصل الدين عن السياسة محرم.
ويرى محمد شهاوى، مدير الحملة الانتخابية للمرشح المحتمل للرئاسة عبدالمنعم
أبو الفتوح قوله، إن الإسلام السياسى يواجه تحدياً كبيراً الآن، فالأمر
أشبه بمرض الضغط الذى يصاب به الغواصون فى أعماق البحار عندما يتم رفعهم
بسرعة إلى السطح.