قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو إن السلام مع مصر يضمن
لإسرائيل حرية الملاحة فى قناة السويس، التى دار قتال حولها فى حروب بين تل
أبيب والقاهرة قبل عقد معاهد السلام بين البلدين فى 1979، مضيفا أن هذا
السلام يضمن الاستقرار فى قلب الشرق الأوسط، ويضمن أيضا الحركة المنتظمة
فيما قد يكون الممر الملاحى الأهم فى العالم".
وأضاف نتانياهو فى تصريحات له نقلتها صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن
لإسرائيل ومصر مصلحة كبيرة فى الحفاظ على العلاقات السلمية بينهما، مشيراً
إلى أن استمرار هذه العلاقات سيضمن الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وحرية
الملاحة فى قناة السويس، إضافة إلى مصالح أخرى، على حد قوله.
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلى اليمنى المتطرف أنه يتمنى أن تواصل مصر
التمسك بمعاهدة السلام، وذلك فى الوقت الذى يواصل فيه المتظاهرون المصريون
تظاهرهم للمطالبة بسرعة الانتقال من الحكم العسكرى إلى حكم مدنى.
وقال نتانياهو "إن إسرائيل مهتمة جداً بأن تتبنى الدول المجاورة لها،
الديمقراطية فى سياساتها، مع أننى أعتقد أن هذا الأمر بعيد كل البعد عن
الواقع، لذا يجب أن نكون حذرين وعلى قدر من المسئولية فى اتخاذ أى خطوة قد
تعرض أمن إسرائيل للخطر، حيث إننا من الممكن أن نجد أنفسنا محاصرين ببيئة
معادية".
وأشارت هاآرتس إلى أن تصريحات نتانياهو خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد أمس
مع رئيس الوزراء الرومانى "إميل بوك" بمدينة القدس المحتلة تعكس المخاوف
الإسرائيلية التى تتزايد عزلتها من انتقال الحكم فى مصر من الحكم العسكرى
الانتقالى إلى معارضة شعبية يهيمن عليها الإسلاميون الذين يرفضون اتفاقية
السلام والتطبيع مع إسرائيل.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن تل أبيب انزعجت بسبب موجة انتفاضات "الربيع
العربى" التى أطاحت هذا العام بحكام ظلوا فى مناصبهم لعقود فى كل من تونس
ومصر وليبيا.
وأوضحت هاآرتس أن السياسيين الإسرائيليين منذ اندلاع تلك الثورات يحاولون
تصوير ما يحدث فى مصر على أنه أمر لن يؤثر على العلاقات المصرية
الإسرائيلية كثيرا على المدى الطويل.
وكشفت الصحيفة الإسرائيلية أن وزارة الدفاع الإسرائيلية سارعت إلى نفى
تقرير صحفى أفاد بأن رئيس المخابرات الإسرائيلية "آمان" أطلع حكومة
نتانياهو على احتمالات إنهاء اتفاقية السلام مع مصر.