"الموتسيكل الطائر" وسيلة المتظاهرين لنقل مصابيهم فى مواجهات التحرير،
فالملثمون من سائقى المركبات البخارية يخترقون خط المواجهة الأمامى لنقل
المصابين إلى مستشفى الاستقبال المتواجدة فى مدخل باب اللوق من ناحية ميدان
التحرير، ناقلين الحالات الخطيرة إلى المستشفى الميدانى فى مدخل محمد
محمود حيث مستشفى الجراحة العامة.
فى اليوم الثالث من المواجهات زاد عدد المصابين بكثافة فى الغارات التى
قامت بها قوات الأمن منذ التاسعة مساء إلى الثانية عشر صباحاً، قال الدكتور
محمود النجار من أطباء المستشفى الميدانى المتواجد فى بداية شارع محمد
محمود، إنه فى اليوم الثالث من المواجهات ارتفع عدد المصابين، وعرض عليه 3
حالات إصابة فى العين وعدد كبير مصاباً بالخرطوش فى أنحاء متفرقة بالجسد،
موضحاً أن المستشفى شهدت هجوماً عليها من قوات الأمن ليلا عند الساعة
الثانية صباحاً، وهو الأمر الذى أدى إلى استشهاد 4 حالات من المصابين
باختناق من الغاز مع تدمير المستشفى الميدانى.
ومن جانبه أوضح المسعف عمرو عادل من نفس المستشفى الميدانى، أن الغازات
المستخدمة مثيرة للأعصاب وتسبب للمصابين حالات تشنج، مضيفاً أن من بين
الحالات الخطيرة التى مرت عليه خلال اليومين السابقين مصاب بانفجار فى
العين نتيجة طلق نارى، وحالتى وفاة، الأولى بسبب اختناق كامل والأخرى
برصاصة فى الرقبة.
وفى المستشفى الميدانى الموجود بجوار مطعم هارديز عند مدخل شارع محمد
محمود، قال الدكتور أحمد سعده، أن الغاز تأثيره يختلف عن تأثير القنابل
المستخدمة فى ثورة 25 يناير، موضحاً أنها يتضح للأطباء من خلال المواد
المستخدمة لمكافحة أثارها، مشيراً إلى أن القنابل الحالية لا يجدى معها
استخدام الخل والمياه الغازية كما كان الأمر بالنسبة للقنابل السابقة،
مشيراً إلى أنهم حالياً يستخدمون "الخميرة"ومضادات للحموضة، قائلا: " إن
الحالات التى شهدها اليوم المستشفى من حالات مصابة بالإغماء بينما فى الأمس
كانت الحالات لديها اختناق فقط"، موضحاً أن هذا قد يكون مؤشراً على
استخدام قنابل جديدة ضد المتظاهرين.
وأضاف الدكتور سعدة أن أمس الاثنين لم يشهد فى المستشفى أية حالات مصابة
بإطلاق رصاص حى، مشيراً إلى أن المعدل الذى يسقط فيه المصابون من 5 إلى 10
مصابين فى الدقيقة الواحدة.
وعلى الجانب الآخر وجهت جمعية أطباء التحرير نداءً عاجلاً صباح اليوم
الثلاثاء، بالتبرع بالدم، مؤكدة أن مستشفى قصر العينى لا يوجد فيها كيس دم
واحد، بسبب زيادة عدد المصابين، كما أعلن حاجة أطباء المستشفى الميدانى
لأطباء فى تخصصات السموم ومعالجة الاختناقات لأنها الإصابات الأكثر الآن
ولأن قنابل الغاز أصبحت أكثر كثافة والدخان الكثيف أدى لأكثر من حالة وفاة
بسبب الاختناق.