اهتمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، على صدر صفحتها الرئيسية، بتسليط
الضوء على آخر تطورات الموقف السياسى المتأزم فى مصر، بعد نزول المتظاهرين
مجدداً إلى ميدان التحرير، وتعرضهم لمعاملة وحشية من قبل قوات الشرطة،
وقالت إن عرض حكومة رئيس الوزراء عصام شرف لاستقالتها وعدم قبولها وجّه
ضربة جديدة لشرعية المجلس العسكرى، لأول مرة، بعد الإطاحة بحكم الرئيس
السابق، حسنى مبارك.
ومصت الصحيفة تقولن إن المجلس كان ينظر إليه باعتباره محور انتقال السلطة
الانتقالية بعد سقوط مبارك، ورآه الإسلاميون القوة التى ستوجه دفة البلاد
نحو الانتخابات المبكرة التى يعلمون جيدا أنهم سيهيمنون عليها، واعتبره
الليبراليون حاجزا للقوى الإسلامية، فى الوقت الذى اعتبرته إدارة الرئيس
الأمريكى، باراك أوباما شريكا أملت أن يساعدها فى تأمين المصالح الأمريكية.
ومع انهيار السلطة العسكرية، دعت جماعة الإخوان المسلمين، أكبر جماعة
إسلامية فى مصر، المتظاهرين إلى ضبط النفس أو المخاطرة بتأجيل الانتخابات،
غير أن الإسلاميين الآخرين، منهم من هم أكثر محافظة، ومنهم المعتدلون،
انضموا للأحزاب العلمانية ودعوا للتظاهر اليوم الثلاثاء، مطالبين المجلس
العسكرى بتسليم السلطة إلى سلطة مدنية.
ولم يستجب المجلس لعرض الحكومة بالاستقالة، ولكن التليفزيون الحكومى أفاد
أنه يبحث عن رئيس وزراء جديد، فى الوقت الذى قدم فيه عماد أبو غازى، وزير
الثقافة، استقالته اعتراضاً على معاملة المتظاهرين بوحشية من قبل قوات
الأمن.