شهدت الساعات الماضية اشتباكات عديدة بين المتظاهرين في أكثر من محافظة
وقوات الأمن، بعدما أشترك معظم المحتجون في السعي نحو الوصول إلي مقر
مديريات الأمن بالمحافظات المختلفة، للتأكيد علي رفض أسلوب وزارة الداخلية
في التعامل مع المتظاهرين السلميين بالتحرير.
وتصاعدت حدة المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن في السويس بعد إلقاء
القبض على عدد من المتظاهرين في محيط حي الأربعين، أثناء التظاهرات التي
قادها المئات من الحركات الشبابية وأهالي السويس، مما تسبب في غلق الميدان
تماما، حيث أكد المتظاهرين اعتصامهم في الميدان لحين تنفيذ كافة مطالبهم،
وعلى رأسها تسليم السلطة إلى حكومة مدنية.
وكان المئات قد اتجهوا لمحاصرة قسم الأربعين المؤقت، وكذلك الحي، بعد تردد
أنباء عن احتجاز عدد من المتظاهرين هناك، وحدثت مواجهات عنيفة بين قوات
الجيش والمتظاهرين، أسفرت عن عدد من الإصابات بين الطرفين، بعد أن قام
المتظاهرون بقذفهم بالحجارة، وهو ما ردت عليه القوات بإطلاق الرصاص الحي في الهواء وإطلاق وابل من قنابل الغاز والدخان، والتي تسببت في اختناق عدد كبير من المتظاهرين.
كما اتجهت مسيرة بالمئات إلى مقر الحاكم العسكري بجوار ديوان عام محافظة
السويس، وحاولت قوات الأمن تفريق هذه المسيرة بقنابل الغاز، إلا أن المسيرة وصلت بالفعل إلى مقر الحاكم العسكري، مرددين هتافات ”السويس خلاص.. أسقطت المشير” و ” خدو ألف خدو مية .. مش هتنسونا القضية”، وقام المتظاهرين بمحاصرة مقر الحاكم العسكري، كما تم تمزيق كل اللافتات الانتخابية الخاصة بفلول النظام السابق والفاسدين.
وفي دمنهور تجمع المئات وحاصروا مقر مديرية الأمن، في ظل تردديهم لهتافات
ضد لجيش، والمطالبة بتحديد جدول زمني لتسليم السلطة، وكذلك المطالبة
بمحاسبة المسئولين عن الأحداث التي اندلعت في ميدان التحرير.
وشهدت محافظة قنا حالة كر وفر بين المتظاهرين وقوات الأمن، التي قامت
بدورها بإلقاء قنابل مسيلة للدموع علي المتظاهرين الين تجمعوا في ميدان
جامع ناصر أمام مبني مديرية الأمن، مما تسبب في إصابة ما يزيد عن 20
متظاهرا بالاختناق.
وسقطت بعض القنابل التي ألقتها قوات الأمن علي مسجد وكنيسة حول مديرية أمن
قنا، كما تسببت إحدى قنابل المولوتوف التي أطلقتها قوات الأمن في قطع
الكهرباء عن شارع جامع التحرير.
وشهدت مدينة الإسكندرية مواجهات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة أمام مديرية الأمن، حيث قامت القوت الشرطية بإغلاق كل الطرق المؤدية للمديرية، كما قامت بمطاردة المتظاهرين الذين وصلهم عددهم إلي خمسة ألاف متظاهر في الشوارع المحيطة مستخدمين السيارات المصفحة.
وفي الأقصر قاد شباب ائتلاف
ثورة 25 يناير بالمحافظة، بالمشاركة مع حركة 6 إبريل والجبهة الديمقراطية
وحركة كفاية، مسيرة في الشوارع للتنديد بالأحداث الجارية في البلاد.
وأكد نصر وهبي المنسق العام لائتلاف
ثورة 25 يناير بالأقصر أن معظم الحركات السياسية الموجودة بالمحافظة قاموا
بمسيرة بدأت من أمام مبنى نادي المدينة المنورة واتجهت إلى شارع
التليفزيون، ثم عادت إلى مديرية أمن الأقصر، حيث قام المتظاهرون بإغلاق مديرية أمن الأقصر، وقاموا بتعليق بانر الائتلاف وحركة 6 إبريل عليه، وذلك تنديدا للانتهاكات التي قامت بها وزارة الداخلية مع معتصمي التحرير، وتضامنا معهم.
وهتف الشباب للمطالبة بسقوط حكم العسكر قائلين “يسقط يسقط حكم العسكر”، ” لبس طرح للداخلية .. لو مش قد المسئولية “.
وطالب ثوار الأقصر بضرورة تسليم السلطة إلى مجلس انتقالي مدني يدير دفة البلاد في الفترة القادمة، بعد فشل المجلس العسكري في إدارتها طيلة الفترة الماضية
كما طالب الائتلاف أيضا بضرورة إقالة اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية وإعادة هيكلة جهاز الشرطة، في الوقت الذي أعلن فيه أعضاء الائتلاف استمرار المسيرات الاحتجاجية طوال الأسبوع.
وفي محافظة المنيا واصل المئات من المتظاهرين وقفتهم الاحتجاجية أمام مديرية أمن المنيا وقاموا بقطع طريق كورنيش النيل، حيث انسحبت أجهزة الأمن والجنود إلى داخل مديرية الأمن.
وأعلن عدد من المتظاهرين اعتصامهم أمام مديرية الأمن تضامناً مع مظاهرات
التحرير، واحتجاجاً على عودة أجهزة الأمن إلى استخدام القوة المفرطة ضد
المتظاهرين بالتحرير، وطالبوا بإقالة حكومة عصام شرف وتشكيل حكومة إنقاذ
وطني وتسليم السلطة إلى حكومة مدنية.