لا تكذب الصور أو تتجمل.. يطلق ضابط أمن مركزى النار من بندقية خرطوش باتجاه المتظاهرين، وحين يفرغ من مهمته يشيد العساكر بـ«قائدهم»: «جدع يا باشا.. جبت عين أمه» هكذا يظهر مقطع الفيديو الذى شاهده أكثر من 70 ألفا على اليوتيوب، ليثور التساؤل: أى نفسية يتمتع بها هذا الضابط الذى تعلم أن يحفظ الأمن لا أن يفقأ الأعين؟
يقول خبراء الطب النفسى إن أى إنسان هو عبارة عن محصلة بين تجارب سابقة وحالية على مستوى التفكير والمشاعر. ويفسر الدكتور هاشم بحرى، أستاذ طب النفس بجامعة الأزهر، تعمد إيذاء بعض ضباط الشرطة للمتظاهرين بقوله: «لايزال هناك مجموعة عاملين من الشرطة يحتفظون بسلوكيات الزمن السابق، على الرغم من تغير الوزارة، وكان المطلوب إعادة تأهيل هيئة الشرطة إلا أن هذا الأمر تم النظر إليه بسطحية، ولم يخضع هؤلاء لتأهيل نفسى لائق».
يتابع الرجل، الذى قضى أكثر من 7 سنوات فى التدريب النفسى لضباط الشرطة: «أحداث يوم الجمعة الدامية وما تلاها أثبتت أن الفكر والتعامل الحكومى مع الأزمات فى الحكومة ووزارة الداخلية سيئ جدا، لأنهم لم يحتووا الموقف وتدخلوا بنفس العنف السابق أيام ما قبل الثورة، والنتيجة المباشرة لعدم تغيير نفسية الضباط هى تكرار نفس السلوك الدموى فى التصدى لأى تجمعات أو اعتصامات سلمية ما يحدث الكثير من الإصابات بين المتظاهرين، مع اقتران الفعل بالثناء والمكافأة اللفظية من الزملاء والعساكر الذين يطلقون الرصاص ويصيبون المواطنين».
أما الدكتور محمد المهدى، أستاذ طب النفس بطب الأزهر، فيذهب فى تحليله لنفسية الضابط الذى يتعمد إصابة المواطنين إلى الفصل بين المكون الفردى والمكون الجماعى لجهاز الشرطة - على حد تعبيره