شكرا لكم فقد لعبتم دوركم في زيادة عدد أعضاء هذه الرابطة التي لا يمكن
أبداً فك وثاقها لأنه بالدم"، هكذا جاءت الكلمات الأولى الموجهة من اتحاد
مصابي الثورة لكافة أعضاء المجلس العسكري، و ذلك في بيان تم صياغته على
ورقة صغيرة داخل صينية ميدان تحرير ليل أمس عقب نجاح المتظاهرين في استعادة
الميدان مرة أخرى وانسحاب قوات الشرطة منه.
روى البيان حقيقة ما
دار صباح يوم 19 نوفمبر و بدأوه بجملة إستثنائية قالوا فيها : "ليس وحده
المجلس العسكري من يستطيع صياغة البيانات حول حقيقة ما جرى، ولسنا شهود
واقعة ولكنننا من وقع عليهم بلاء قوات الأمن المركزي الذي تحركت هذه
المرة وقف تعليمات مباشرة من رأس الدولة و هو المجلس العسكري الذي محى من
ذاكرتنا بكل الطرق هذه التحية الشهيرة لشهداء و مصابي الثورة".
كما
أكدوا في بيانهم أنهم التزموا منذ بدء اعتصامهم ليل الخميس السابق
لفعاليات جمعة "تسليم السلطة" على البقاء داخل صينية ميدان التحرير دون أي
محاوة لإغلاق حركة المرور بالميدان أو تعطيلها و تابعوا : "و لكنه النظام
الذي لم يسقط ، خشى أن ينضم إلينا ثوار مصر للدفاع عن حقوق من واجهوا الموت
من أجل رحيل لمبارك فكانت أحداث هذا السبت الدامي التي تابعه الجميع و
انتهت بدخول الآف في اعتصام مفتوح تضامناً معنا فكان هذا هو العزاء
الوحيد".
موقف أخير أراد المصابون من خلال بيانهم أن يلفتوا إليه
نظر المصريين، وهو حين حضر ضابط قوات مسلحة برتبة مقدم إلى مخيمهم وقال أنه
مرسال من اللواء "محسن الفنجري" و كان معه عدد من الاستمارات البيضاء مسجل
عليه خانة لإسم المصاب ومطالبه، فكان ردهم واضح بتمزيفها و قالوا : "لن
نتفاوض معهم بعد أن أعطوا الأوامر بسحلنا" ثم طالبوه بأن ينقل عنهم للواء
عضو المجلس العسكري رسالة مفادها أنهم لم ينسو هذا لاجتماع الأخير الذي
جمعهم به في دار المدرعات قبل حفل التكريم الهزلي ـ حسب تعبيرهم ـ نهاية
أكتوبر الماضي حين طالبوه بجدول زمني لتفعيل قرارات صندوق رعاية مصابي ثورة
و أهالي الشهداء فقال لهم : "عايزين جدول زمني روحوا خدوه من التحرير"،
وقالوا: "نحن الآن في التحرير من يريد فليأتي هو إلينا".
ولا زال
المصابين بمكانهم ومكانتهم داخل ميدان التحرير حتى و إن أصابهم اليأس من
التحية العسكرية التي أداها لهم الجيش عقب قرار تسليم السلطة من المخلوع
لهم.