ابني شهيد.. وأنا عايزة إيه أكتر من كدا.. انتقم لي يا رب"، بهذه
الكلمات تحدثت والدة الناشط السياسي بهاء الدين السنوسي، الذي لقى مصرعه
أمام مديرية أمن الإسكندرية في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد بعد
إصابته بطلق ناري بالرأس وذلك خلال أحداث التظاهرات التى قام بها نشطاء
الإسكندرية احتجاجا على أحداث العنف التى شهدها التحرير أمس .
الدستور الأصلي حصل على كلمات قليلة من "والدة السنوسي" عقب وصول جثمانه
لمشرحة كوم الدكة بالإسكندرية، حيث قالت: "مصر متستاهلش كدا من ولادها..
أدعو الله أن ينتقم من الداخلية كما غدروا بإبني"، وتابعت: "ابنى راح وهو
بيدافع عننا واحنا عاجزين.. ابني مات وسبحته في إيده".
بينما قال حسن البغدادى أحد زملائه، أن بهاء السنوسي طلب منهم قبل وفاته
بعشر دقائق منهم أخذ صورة جماعية قائلا لهم "تعالوا ناخد صورة مع بعض
علشان لما نستشهد يسموها صفحة كلنا مع بعض"، مضيفا أنهم تفاجئوا بمقتله بعد
التقات الصورة بلحظات، مشيرا أن زملائه قرروا تدشين صفحة "كلنا بهاء
السنوسي" بعد ساعات قليلة من مقتله وذلك طبقا لوصيته.
وأكد عدد من زملاء بهاء الدين أنه كان شاب على خلق ومحبوب من جميع
زملائه، إضافة أنه من أنشط أعضاء حزب "التيار المصري" بالإسكندرية حيث كان
أحد أبرز أعضاء لجنة الإدارة، فهو منشئ الصفحة الرسمية بالحزب، وحامل
مفاتيح المقر، بل من كان أحيانا ينظف المقر بنفسه، ويمسح أرضيته بيديه،
إخلاصا لفكرته، وحبا وكرامة لما يؤمن به.
وأضافوا أن بهاء الدين - ذو الخمسة وعشرون عاما والحاصل على بكالريوس
التجارة- كان شابا متدينا يحافظ على صلاته، تمنى الشهادة فنالها –بإذن
الله- مشيرين الى حديثه لهم قبل الحادث بدقائق قائلا "من يختاره الله منا
الليلة إذا كان مقدرا لأحدنا أن يستشهد؟؟ "فكانت إجابة السماء: بهاء الدين.
وفي سياق متصل طالب الحزب التيار المصري فى بيان له عبر شبكة التواصل
الإجتماعي "الفيس بوك" بالإقالة الفورية لحكومة الدكتور عصام شرف، وتشكيل
حكومة إنقاذ وطني تتولى إدارة ما تبقى من المرحلة الانتقالية.
من ناحية أخرى، تقرر تشييع جثمان الشهيد "السنوسي" بعد صلاة الظهر اليوم الأحد، بحضور الآلاف من القوى السياسية والأهالى بمحافظة الإسكندرية، كما توالت دعوات العديد من النشطاء على الفيس بوك بالنزول للمشاركة في الجنازة.
كانت مديرية أمن الإسكندرية قد شهدت أحداثا دامية مساء أمس السبت أسفرت
عن مقتل بهاء الدين السنوسى 25 عاما ، وإصابة العشرات فضلا عن تأكيد عدد من
شهود العيان على سقوط اثنين آخرين قتلى، وذلك بعد أن نظم المئات من
النشطاء مظاهرة حاشدة استمرت نحو 3 ساعات أمام قيادة المنطقة الشمالية
العسكرية بسيدى جابر ، إلى أن قرر النشطاء توجيه المسيرة لمديرية أمن
الإسكندرية بسموحة .
وشهدت اللحظات الأخيرة للمظاهرة امام قيادة المنطقة الشمالية ، قيام بعض
العناصر المجهولة بالتعدي بالضرب على عدد من المتظاهرين فضلا عن محاولة
الاعتداء على الصحفيين بالسلاح الأبيض ،وهو ما تكرر أمام مديرية أمن
الإسكندرية حيث رصدت " التحرير" تواجد عدد من تلك العناصر بين المتظاهرين .
وقام عدد من المتظاهرين – مجهولين – بمحاولة تكسير أحد ابواب مقر مديرية
الأمن إلا ان الأغلبية قامت بمنعهم ، فضلا عن قيامهم بإفتعال أعمال شغب
ورشق واجهة مبنى المديرية بالحجارة ،وإشعال إحدى سيارات التابعة للشرطة
وهو وما لقى استياء أغلب المتظاهرين الذين لم يستطيعوا منعهم .
كما قام أفراد الأمن بالاشتباك مع المتظاهرين من داخل المديرية بإطلاق
قنابل غاز مسيل للدموع، فضلا عن سماع دوى طلقات نارية ، وذلك عقب قيام
المتواجدين بالمديرية بإطفاء كافة الأنوار بداخلها ، بينما قامت فرقة من
قوات الأمن المركزى بعمل كردون أمنى حول مبنى المديرية عقب أحداث الشغب.