انطلقت مظاهرة في الإسكندرية عقب صلاة الجمعة من أمام ساحة مسجد القائد إبراهيم، وتوجهت إلى قيادة المنطقة الشمالية العسكرية، حيث شارك فيها الآلاف من المواطنين والنشطاء السياسيين وأعضاء المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة والدعوة السلفية وحزب النور وبعض القوى السياسية الأخرى، في مليونية "حماية الديمقراطية" احتجاجاً على وثيقة "السلمي"، مطالبين بإقالة الدكتور علي السلمي نائب رئيس الوزراء.
ورفع المتظاهرون خلال المظاهرة لافتات كتبوا عليها عبارات تطالب بتسليم السلطة إلى المدنيين، ومنها "لا الالتفاف على إرادة الشعب المصري" و"لا للوثيقة المبادئ الدستورية".
ورد المتظاهرون خلال المسيرة هتافات، ومنها "ولها لصابحك قولها لجارك.. المشير هو مبارك" و"ارفع راسك فوق انت مصري" و" الشعب يريد إسقاط المشير".
قام المتظاهرون من السلفيين والإخوان المسلمين والنشطاء خلال المسيرة بعمل لجان شعبية لتنظيم المسيرة وتنظيم الحركة المرورية ومنع دخول مندس إلى المظاهرة أحدث حالة من الشغب والفوضى، فضلاً عن قيامهم بعمل لجان شعبية حول مكتبة الإسكندرية لتأمينها من اي محاولة اقتحام.
وفي مؤتمر صحفي عقدته القوي السياسية أمام المنطقة الشمالية العسكرية، قال صبحي صالح، الفقيه الدستوري والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين: "إما أن تنفذ إرادة الشعب أو ينتزع الشعب إرادته بنفسه"، مشيراً إلى أن مظاهرات اليوم هي "إنذار".
ووصف "صالح"، وثيقة السلمي بـ"القذرة"، وأنها لا تعبر عن أحد، وأن المتظاهرين لم يأتوا للمنطقة الشمالية لمناقشة الوثيقة، وإنما لإسقاطها وإسقاط من يحملها، مخاطباً المجلس العسكري، "إما أن يبرئ المجلس نفسه من الوثيقة "الآثمة"، على حد تعبيره، وأن يقيل على السلمي نائب رئيس الوزراء، أو أن يتحمل النتائج، قائلاً:" الشعب لم ينتخب المجلس العسكري ولم ينتخب الحكومة حتى يتحدثوا باسمه، وإن لم نجد استجابة سريعة فستبدأ الفعاليات الثورية".
وأكد "صبحي" أن المجلس العسكري قطع على نفسه وعد في البيان الخامس عقب توليه السلطة بأنه ملزم بإرادة الشعب، مطالباً المجلس العسكري بالتحرك الفوري والسريع لوضع جدول زمني بمواعيد إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وعدم المماطلة والتباطؤ في تنفيذ تلك المطالب، مضيفاً :"إما أن ينفذ العسكري المطالب الشعبية، وإما فستكون إعلان عن نيته لاحتلال الإرادة الشعبية، ونحن لن نستسلم للاحتلال، والشعب المصري لن يستعبد بعد اليوم".
وقال عبد الحميد محمود، أحد قيادات الدعوة السلفية أن الجماهير جاءت اليوم للتظاهرة وتخلت عن جميع انتماءاتها الحزبية وتوحدت من أجل إسقاط الوثيقة التي تنتزع حق الشعب في وطنه، مشيراً إلى أن كلمة صبحي صالح هي أفضل تعبير عن رأي الجماهير.
وأضاف، " هؤلاء الذين يحاولون فرض تلك الوثيقة المخالفة للإرادة الشعبية علينا ليحكمونا، وخلفهم جهات داخلية وخارجية تريد السيطرة على الشعب والرجوع بنا للوراء، نقول لهم نحن لن نعود لبيوتنا حتى يتم إسقاط هذه الوثيقة، ويعلن المجلس العسكري تبرءه منها، وإما أن نكون شهداء أو تنفذ إرادة الشعب".
وأدى الألاف من المحتشدين أمام المنطقة الشمالية العسكرية، صلاة العصر تحت الأمطار التي هطلت بغزارة على الإسكندرية خلال التظاهرات، فهتف الثوار الله أكبر .. الله أكبر