كثافة أعداد المرشحين للانتخابات البرلمانية القادمة وضعت المرشحين في
مأزق،حيث اضطروا للجوء إلى وسائل جديدة للدعاية ربما يكون بعضها غريب، فبعد
توزيع اللحوم والملابس والأدوات الكهربائية من قِبَل مرشحي الإخوان في
أغلب الدوائر، ودفع مبالغ نقدية للناخبين "في شكل عيدية" يتسلمها المواطن
ببطاقة الرقم القومي كضمان لإنتمائه للدائرة التي يوزع فيها المرشح، إلا أن
بعض المرشحين قاموا بتوزيع أشكال أخرى من الدعاية على الناخبين.
حيث شهدت منطقة الهرم التابعة للدائرة الثالثة بمحافظة الجيزة توزيع
زجاجات المياة المعدنية على أهالي المنطقة نظراً للمعاناة التي يواجهها
المواطنون من جراء تلوث مياه الشرب وانقطاعها المستمر، ويتم توزيع الزجاجات
من أكشاك بالشوارع على الأسر بالبطاقة العائلية، بمعدل زجاجة لكل فرد وبحد
أقصى أربع زجاجات لكل أسرة، وهو ما يتمنى المواطنون استمراره لحل أزمة
حقيقية يمر بها أهالي المنطقة.
الطريف في الأمر أن بعض المواطنين يتوجهون للأكشاك ويتسلمون زجاجات
المياة دون النظر إلى اللافتة الموجودة أعلى الكشك والمكتوب عليها اسم
المرشح وصفته من أجل حصد أصوات أهالي الدائرة الذين طرحوا تساؤلاً على
"الدستور الأصلي": "هل سيستمر توزيع المياة المعدنية علينا أم سيحل النائب
الأزمة؟".
أحد المرشحين المستقلين،"غير منتمي لأي تيار ديني"، فضل المرور على
أهالي منطقة الهرم بنفسه دون شباب الحملة الانتخابية الخاصة به، وقام
بتوزيع نتائج إجمالية وأيات قرآنية وأدعية لشهداء الثورة، وعرف نفسه بأنه
أحد أبناء الثورة الذين شاركوا فيها، ما جعله يكسب تعاطف الناس الذين وعدوا
بإعطاء أصواتهم له، مكتفين بأنه أحد ابناء الثورة وأنه يدعوا لإخوانه
الشهداء!.
الطريقة الأغرب في الدعاية والتي تحدث ربما للمرة الأولى في تاريخ
الدعاية الانتخابية للبرلمان تتلخص في "البامبرز"، حيث اختار بعض المرشحين
المستقلين توزيع حفاضات الأطفال على المنازل، وهو ما أثار دهشة المواطنين
الذين لم يسبق لهم رؤية دعاية مثيلة لدعاية أول برلمان بعد الثورة.