قد يتخيل الكثيرون أن محمداً صلــ الله عليه وسلم ــى رسول جد وصرامة
دائماً.
حتى مع زوجاته مما يخطر على بالهم الإشفاق عليهن, ولكن كل ذلك غير
وارد قطعاً فقد كان
صلــ الله عليه وسلم ـى من ارق الناس مع أهله مرحاً في حالات المرح.
دائم البشر يداعب أهله ويضاحكهم.
تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :
والله رأيت النبي صلــ الله عليه وسلم ـــى على باب حجرتي, والحبشة
يلعبون بالحراب في المسجد, ورسول الله
يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم. بين إذنه وعاتقه مسندة وجهي إلى
خده , فجعل يقول :
ياعائشة ماشبعت ؟ فأقول : لا لأنظر منزلتي عنده حتى شبعت وفي
رواية :يقوم من اجلي حتى أكون أنا التي انصرف
فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو..
وكان صلـ الله عليه وسلم ــى يقوم مع أزواجه ببعض أوجه النشاط واللهو
ليستمتع كل منهما بصحبة شريك حياته
ولكيلا تكون الحياة الزوجية جداً على الدوام فتكون مملة وتصبح قيداً .
تقول عائشة رضي الله عنها : كنت مع رسول الله في سفر , وأنا جارية لم
احمل اللحم ولم أبدن , فقال لأصحابه :
تقدموا , فتقدموا , ثم قال : تعالي أسابقك فسابقته , فسبقته على
رجلي.
فلما كان بعد وفي رواية ..فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت
ونسيت , خرجت معه في سفر , فقال لأصحابه:
تقدموا فتقدموا ثم قال : تعالى أسابقك , ونسيت الذي كان , وقد حملت
اللحم فقالت : كيف أسابقك يارسول الله وأنا
على هذه الحال ؟ فقال : لتفعلن , فسابقته فسبقني , فجعل يضحك
ويقول : هذه بتلك السبقة.
وكان رسول الله صلــ الله عليه وسلم ــى يقول لعائشة رضي الله
عنها : "إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت
عني غاضبي! قالت : (فقلت : من أين تعرف ذلك ؟) فقال : "أما إذا كنت
عني راضية فانك تقولين : لا ورب محمد ,وإذا
كنت عني غضبي قلت : لا ورب إبراهيم. قالت : اجل والله يارسول الله ما
أهجر إلا اسمك"
يقول احد العلماء : ( واعلم انه ليس حسن الخلق مع زوجة كف الأذى
عنها , بل احتمال الأذى منها , والحلم عند
طيشها وغضبها اقتداء لرسول الله صلـ الله عليه وسلم ــى فقد كانت
أزواجه تراجعنه الكلام , وتهجره الواحدة منهن
يوماً إلى الليل , وراجعت امراة عمر رضي الله عنه فقال : اتراجعيني ؟
فقالت : إن أزواج رسول الله
صلـ الله عليه وسلم ـــى يراجعنه وهو خير منك .
فإذا كان كل هذا من رسول الله صلـ الله عليه وسلم ـــى نبي البشرية
وقائدها علم الرجال..كل الرجال فانه ينبغي لكل
واحد منهم أن ينمي في نفسه ..تأسياً برسول الله ..صفات الفكاهة والمرح
في بعض الأحيان في بيته , وخاصة مع
زوجته لإدخال السرور إلى قلبها , والتخفيف من قساوة الحياة , وإزالة
التوتر الناجم من شكل الحياة والعمل , وكل ذلك
يساعد على تقوية أواصر المحبة بين الزوجين. فصلى الله على معلم
البشرية كل خير.