جدد مئات الآلاف من المحتجين في اليمن، اليوم الجمعة، مطالبتهم بتجميد عضوية اليمن في الجامعة العربية، ومساءلة نظام صالح على انتهاكات ترتكب بحق الشعب اليمني.
وناشد المحتجون الذين احتشدوا في شارع الستين في 18 محافظة يمنية تحت شعار "جمعة شهيدات الثورة السلمية"، الجامعة العربية ومجلس الأمن؛ دعم مطالب الثوار بتقديم صالح وعائلته وأركان حكمه للمحاكمة، متهمينه بقتل أكثر من ألف من المطالبين بإسقاط نظامه، وجرح قرابة 28 ألف آخرين، ودعا المحتجون إلى تجميد أموال صالح وأفراد عائلته.
وشهدت ساحات التغيير وميادين الحرية في تعز وصنعاء وإب وعدن والمكلا احتشاداً غير مسبوق لتأكيد خيار الثورة السلمية وتمسكاً بمطالب التغيير وإسقاط نظام الرئيس صالح. وردد مناهضو صالح شعارات تتعهد ببناء يمن جديد، وأدوا الصلاة على ثلاث نساء قتلن الجمعة الماضية جراء قصف قوات صالح مصلى النساء في ساحة الحرية بتعز أثناء خطبتي الجمعة.
من جانب آخر، احتشد آلاف في ميدان السبعين دعماً للرئيس صالح، وطالبوا باستمراره رئيساً لليمن حتى نهاية ولايته الرئاسية في 2013.
تحركات "كرمان"
وفي سياق متصل، يبحث مجلس الأمن الدولي الإثنين الوضع في اليمن في ظل رفض الرئيس علي عبدالله صالح التنحي عن السلطة واستمرار دورة العنف، كما أفاد مصدر دبلوماسي.
والخميس التقت الفائزة بجائزة نوبل للسلام للعام 2011 توكل كرمان، وهي قيادية في الحراك الشعبي المطالب بتنحي صالح، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك؛ عدداً من رؤساء البعثات الدبلوماسية، وذلك في إطار حملة تقودها في نيويورك ضد الرئيس اليمني.
ومن المقرر أن تقود كرمان الجمعة تظاهرة أمام مقر الأمم المتحدة للمطالبة بإسقاط صالح.
وكان مجلس الأمن أصدر في 21 تشرين الأول/أكتوبر، وبإجماع أعضائه الـ15، قراراً حمل الرقم 2014، دان فيه الهجمات ضد المتظاهرين المناهضين للنظام، ودعم بقوة خطة دول مجلس التعاون الخليجي التي تنص على آلية لإنهاء حكم صالح المستمر منذ 33 عاماً.
ويرفض صالح توقيع هذه الخطة التي تنص خصوصاً على أن يسلم السلطة إلى نائبه عبد ربه منصور هادي، في مقابل حصوله وعائلته على حصانة.
والتقت كرمان الخميس مندوب فرنسا في الأمم المتحدة جيرار آرو، وبحثت معه الوضع في بلدها، حيث قتل المئات منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد النظام في كانون الثاني/يناير.
وقال متحدث باسم البعثة الفرنسية في الأمم المتحدة إن كرمان وآرو شددا على أنه "رغم نداءات المجتمع الدولي، ولا سيما تلك الصادرة عن مجلس الأمن، فإن العنف وانتهاكات حقوق الإنسان لم تتوقف" في اليمن.
وأضاف المتحدث الفرنسي أن "عملية الانتقال السياسي المنصوص عليها في القرار 2014 لم تبدأ بعد".
وإذ نوه المتحدث بأن السفير آرو "جدد التأكيد على دعم وتقدير فرنسا لعمل كرمان"، أشار إلى أن اجتماع مجلس الأمن قد "يبحث في الخطوات التالية وسبل تطبيق القرار 2014".
وأوضح أن موفد الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر سيطلع مجلس الأمن الإثنين على نتيجة المباحثات الأخيرة التي أجراها مع الرئيس صالح في اليمن.
وكان بن عمر قال الثلاثاء إنه يمكن التوصل إلى "تسوية" بين السلطة والمعارضة لإيجاد مخرج للأزمة التي تعصف بالبلاد منذ حوالى عشرة أشهر.
وأوضح بن عمر الذي يقوم بمهمة في صنعاء منذ 10 تشرين الثاني/نوفمبر لمتابعة قرار مجلس الأمن حول اليمن أنه "ثمة تفاهم على الخطوط العريضة لتسوية، لكن تبقى مسائل عالقة بحاجة إلى حل".
وأكد بن عمر "لقد فعلنا الكثير. هناك اتفاق حول تنظيم إدارة الفترة الانتقالية"، لكنه أشار إلى "استمرار التباينات حول بداية المرحلة الانتقالية، وخصوصاً صلاحيات نائب الرئيس ووضع الرئيس صالح".