طالبت مصر على لسان وزير الخارجية محمد كامل عمرو بضرورة تحقيق إصلاح
شامل وجوهرى للأمم المتحدة حتى تكون أكثر قدرة على التعامل بإيجابية مع
التحديات العالمية والاستجابة لطموحات الشعوب.
وقال وزير الخارجية فى الاحتفال باليوم العالمى للأمم المتحدة أن هذا
الاصلاح لن يتحقق إلا بإصلاح مجلس الأمن وجعله أكثر تمثيلاً وشفافية
وتعبيراً عن ديمقراطية العمل الدولى متعدد الأطراف مجددا الدعوة لإنهاء
احتكار الدول دائمة العضوية لعملية صنع القرار داخل المجلس ولإنهاء الظلم
التاريخى الواقع على إفريقيا جراء عدم تمثيلها فى فئة العضوية الدائمة وضعف
تمثيلها فى فئة العضوية غير الدائمة .
ودعا الوزير فى كلمته التى القاها نيابة عنه السفير أحمد فتح الله وكيل
أول وزارة الخارجية المجتمع الدولى لايجاد آليات فعالة لمواجهة التحديات
التى يشهدها العالم فى الوقت الراهن خاصة فى موضوعات البيئة وتغير المناخ
ومكافحة الفقر وتمكين المرأة ونقص الغذاء وارتفاع أسعاره وأزمة الطاقة
وتمويل التنمية وآثار الأزمتين العالميتين الاقتصادية والمالية .
وأكد محمد عمرو وزير الخارجية خلال أن هذه التحديات تتطلب حلولاً
ومعالجة دولية من أجل رسم سياسات يتوافق عليها المجتمع الدولى ككل على نحو
يصحح العديد من السلبيات التى تشوب تناولها ويحد من تداعيات بعضها التى
باتت فى كثير من الأحيان تهدد السلم والأمن الدوليين .
كما دعا الوزير الى عدم انفراد أى دولة أو مجموعة من الدول بفرض وجهة
نظرها فى معالجة هذه الأمور الحيوية على أن تكون الأمم المتحدة المنبر
الرئيسى لتناول هذه المستجدات مؤكدا دعم مصر ومساندتها لجهود المنظمة
الدولية لصالح شعوب العالم وإعادة تأكيد الدور الجماعى للمجتمع الدولى فى
معالجة مختلف التحديات التى أصبحت تواجه عالمنا المعاصر.
أضاف أن احتفالية اليوم يأتى فى أعقاب حدث تاريخى شهدته مصر متمثلاً فى
ثورة 25 يناير الحدث الذى صنعه الشعب المصرى وأشاد به العالم أجمع وأصبح
قدوة لغيرنا ورمزاً للصمود الوطنى السلمى مشيرا إلى أن الثورة رفعت شعارات
تعزيز حقوق الإنسان والإصلاح والحرية والديمقراطية وإقرار العدالة
الاجتماعية وصون كرامة المواطن في ظل نظام سياسى يقوم على التعددية
والانتخاب المباشروالحكم الرشيد ومحاربة الفساد وتنفيذ إرادة الشعب .
أوضح أن الثورة عززت دور المجتمع المدنى المصرى فى الحياة السياسية
وساندت جهود تطوير المجتمع وتحقيق التنمية بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية
المختلفة وزادت وعى المواطن بحقوقه وواجباته فى إطار من الشفافية
والديمقراطية وحرية المشاركة للجميع وأكدت أن الإنفراد باتخاذ القرارات
يتعارض وأبسط قواعد الديمقراطية وحقوق الإنسان وأن المشاركة الفاعلة لمختلف
التيارات السياسية هى المنهج السليم والأمثل للنهوض بجميع المصريين وشعوب
المنطقة تحقيقاً لأسمى المبادئ الواردة فى ديباجة ميثاق الأمم المتحدة حول
الإيمان بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره .
شدد الوزير على إيمان مصر بالعمل الدولى متعدد الأطراف بعد الثورة إضافة
إلى الاهتمام التقليدى بتحقيق السلم والأمن الدوليين مشيرا إلى أنه على
الأمم المتحدة لعب الدور المنوط بها لتسوية المشاكل ذات الصلة من أجل
الوصول إلى هذا الهدف المنشود وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومشكلة الشرق
الأوسط مؤكدا دعمنا الكامل للمساعى الفلسطينية الحالية للحصول على اعتراف
دولى بالدولة الفلسطينية باعتباره حقاً مشروعاً لشعبها ويتفق مع جميع
قرارات الشرعية الدولية التى أقرتها المنظمة .
اشار إلى تعاظم اهتمام مصر بدعم أنشطة الأمم المتحدة لبناء السلام
وإعادة الإعمار فى الدول الخارجة من النزاعات حيث تعمل مع مختلف الأطراف
على وضع رؤية مستقبلية واضحة وحلول مقترحة للتعامل مع تحديات السلام
والتنمية وتدعم أنشطة الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية فى
النزاعات المسلحة وفى التعامل مع حالات الكوارث بكافة أشكالها ..
أوضح الوزير أن دور مصر ثابت فى دعم أنشطة الأمم المتحدة فى مجال نزع
السلاح ومنع الانتشار إيماناً منها بعالمية هذه الأنشطة وأثرها فى تحقيق
السلم والأمن الدوليين والتزاماً بهدف التخلص من أسلحة الدمار الشامل وعلى
رأسها الأسلحة النووية باعتبار ذلك يقع فى صدارة اهتمامات السياسة الخارجية
المصرية.
أضاف أن مصر لديها التزام راسخ بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية
فى الشرق الأوسط وتولى اهتماماً كبيراً لتنفيذ خطة عمل الشرق الأوسط
المعتمدة من مؤتمر مراجعة 2010 لمعاهدة منع الانتشار وطالبت بعقد مؤتمر
لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى فى
الشرق الأوسط خلال عام 2012 وتدعو للإسراع بترتيبات عقد المؤتمر .