خيوط رفيعه أخي المسلم أختي المسلمة هذه خيوط رفيعة بين أعمال صالحة وأخرى سيئة إن لم تكن ذنوبا سواء كانت هذه الأعمال سلوكية أو أعمال قلبيه فالله سبحانه مطلع على سرائرنا قبل علانيتنا وبعض أعمال القلوب خطيرة أخي فاحذر أخي وتأمل في لمحاتك وسكناتك لئلا تقطع هذه الخيوط الرفيعة فتنتقل من الصالح إلى الطالح من الأعمال من حيث لا تعلم وإليك أخي سردا لبعض هذه الخيوط . 1- خيط رفيع أخي بين العجب بالعمل وإن كان صالحا وبين فرحة المؤمن بعاجل بشرى الله له . فاحذر أخي ولا يخالط قلبك العجب بعملك فتستكثره فيسير بك هذا إلى عدم الإخلاص لله في العمل فتنتظر فيه مديح الناس وثناؤهم وإن لم تستمع لهذا المديح انزعجت ونسيت أن الجزاء الأوفى من رب الناس سبحانه . فاترك الناس أخي وابتغي رضا الله سبحانه فهو كريم وخزائن فضله لا تنفذ سبحانه {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }يونس26 وأما إن فرح العبد ببشريات أتته دون أن يرى نفسه فوق العباد بعمله فهذا إن شاء الله عاجل بشرى المؤمن ولكن لا تغفل أخي على تجديد نيتك قبل كل عمل تفعله وداوم على كسر النفس الجموح بين جنباتك لئلا تغلبك فتكون تابعا لها. 2 – خيط رفيع أخي بين العزة والكبر . فكن أخي عزيزا بالإسلام وليكن قلبك مرفرفا فوق السحاب فرحا بدين الله وأن صيرك الله له عبدا وإنه والله لشرف كبير فإذا تعاملت أخي مع أعداء الله فدعهم يروا هذه العزة فيك { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ }المنافقون8 وإياك أخي من الكبر والتكبر على إخوانك من المسلمين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }المائدة54 وأحذر من التكبر على أوامر الله ورسوله عليه الصلاة والسلام فقد كانت أول معصية إبليس عليه لعنة الله تكبره {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ }البقرة34 {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }غافر60 وإن كنت أخي على شئ من هذا فاسأل الله أن يعينك على نفسك ويتوب عليك واطلب من الهداية يهدك {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }آل عمران135 3 – خيط رفيع أخي بين الذل والتواضع. كن متواضعا أخي لعباد الله وكن معهم هينا لينا تعين شيخهم وترحم ضعيفهم وتعطف على صغيرهم فيكون بذلك الكبير لك أبا والصغير لك إبنا ومن ماثلك منهم لك أخا ولكن إن انتهكت محارم الله أمامك فلا تذل وغير مااستطعت ولو بقلبك وهذا أضعف الإيمان وأحذر الذل لأعداء الله ولتكن عبدا لله عزيزا {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً }الفرقان63 4 – خيط رفيع أخي بين الحرية والاستخفاف بحدود الله . أن تكون حرا أخي هو أمر جميل ولكن إن يكون داخل إطار العبودية لله فكن مسلما حرا ولا تستخف بحدود الله فتنتهكها باسم الحرية فإنها إذا والله حرية مقيتة مزعومة ولن يجني المرء من ورائها إلا الضيق في الصدر والكرب والحزن {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأنعام125 {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }طه124 5 – خيط رفيع أخي بين التوكل والتواكل . لا تخلط أخي بين اتكالك على مولاك في كل أمور حياتك بتواكل بغيض مضيع للوقت وهو غالي نفيس عند المؤمن الحق الحامل لهموم أمته وإخوته المسلمين فاعمل أخي بكل إخلاص وجد ودع النتائج لمدبر الأمور سبحانه 6 – خيط رفيع أخي بين أن تحب شئ وبين أن تعبده فاحذر . إياك أخي أن تسرف في حب الأشياء في دنياك فتصير لها عبدا وكن عبدا لله وحده . فمن الناس من أسرف في حب النساء فيصير بحبه عبدا لامرأة من دون الله سبحانه ومنهم من يسرف في حب الولد فيصير له عبدا ومنهم من يحب المال لدرجة أن يكون عبدا للدرهم والدينار وآخرون أحبوا الدنيا حتى عبدوها من دون الله ومنهم من أحب نفسه حتى صار عبدا لهواه فاحذر أخي ولا يخرجنك حب مثل هذا من دائرة العبودية لله سبحانه
وأقول لك أخيرا أخي أن في حياتنا خيوط رفيعة بين أمور عدة وأننا كلما اتقينا الله سبحانه ازدادت هذه الخيوط سمكا وقوة لتصمد أمام الرياح العاتية للفتن ومتغيرات الحياة فتقوى الله كأنما جهاز حساس يبعدك عن الزلل والخطأ ويسير بك نحو الحنة فالتقوى حبل من الله متين {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً }النساء175 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }آل عمران200 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }الحشر18 أسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلنا عبادا له صالحين وأن يقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن