ولكنكم تستعجلون ...ولكنكم تستعجلون ...
كلمتان من كلمات الحبيب صلى الله عليه وسلم
كلمتان تحملان رسائل ورسائل ....
ولنبدأ بنص حديث الرسول صلى الله عليه وسلم والحديث فى صحيح البخارى
عن الخباب بن الأرت شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة ، فقلنا : ألا تستنصر لنا ، ألا تدعو لنا ؟ فقال : ( قد كان من قبلكم ، يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض ، فيجعل فيها ، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ، فما يصده ذلك عن دينه ،والله ليتمن هذا الأمر ، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ، لا يخاف إلا الله ، والذئب على غنمه ،ولكنكم تستعجلون ) صحيح البخاري - 6943
الرسول يقول للصحابي الجليل خبات بن الأرت ولكنكم تستعجلون
هذا الصحابي _لمن لا يعرف _
تعرض لشتى ألوان العذاب، لكنه تحمل وصبر في سبيل الله وقد سأله عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يومًا عما لقى من المشركين، فقال خباب: يا أمير المؤمنين، انظر إلى ظهري، فنظر عمر، فقال: ما رأيت كاليوم، قال خباب: لقد أوقدت لي نار، وسحبت عليها فما أطفأها إلا ودك ظهري (أي دهن الظهر).
كان ظهره به حفر من أثار التعذيب حفر أثارها لم تذهب من أيام التعذيب بمكه ( قبل الهجرة ) إلى خلافة عمر !!
ومع ذلك قال له الحبيب صلى الله عليه وسلم ولكنكم تستعجلون
فماذا لو رأنا ؟؟؟؟ولكنكم تستعجلون ! هكذا قالها الرسول صلى الله عليه وسلم، فماذا لو رأنا ؟
نحن لا نعذب بالحجارة ولا مطلوب منا تحمل ما لا نطيق ..
فقط نجاهد أنفسنا لنبتعد عن الذنوب ونصبر على بعض إبتلاءات الدنيا
ومع ذلك
***لو تأخر النصر على الأمة نيأس من النصر .... برغم إنه بذنوبنا
***لو تعرقلنا فى طريق التوبة نيأس .... وكأننا نسينا إننا خُلقنا لنجاهد أنفسنا فيها
***لو زادت إبتلاءات الدنيا نيأس .... وكأننا لا نعلم إنها دار إبتلاء
نستعجل النصر والصلاح والفرج وإن تأخر قلنا دعونا فلم يستجاب لنا !
النشر بالمناشير والقتل لا يصدهم عن الدين واليوم يصدنا حب الدنيا وشهوة ويأس من رحمة الله
]
***لا تستعجل إن تأخرت إستجابة الدعاء ....
فعنه صلى الله عليه وسلم
(( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول : دعوت فلم يستجب لي)) صحيح البخاري
***لا تستعجل إن تأخر نصرنا ....قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد : 7]{ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم : 47]
فعلينا أن نشغل نفسنا بتحقيق هذا الإيمان
***لا تستعجل إن تعثرت ووقعت فى الذنوب
عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فيما يحكي عن ربه عز وجل قال " أذنب عبد ذنبا . فقال : اللهم ! اغفر لي ذنبي . فقال تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا ، فعلم أن له ربا يغفر الذنب ، ويأخذ بالذنب . ثم عاد فأذنب . فقال : أي رب ! اغفر لي ذنبي . فقال تبارك وتعالى عبدي أذنب ذنبا . فعلم أن له ربا يغفر الذنب ، ويأخذ بالذنب . ثم عاد فأذنب فقال : أي رب ! اغفر لي ذنبي . فقال تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا . فعلم أن له ربا يغفر الذنب ، ويأخذ بالذنب . اعمل ما شئت فقد غفرت لك " . قال عبدالأعلى : لا أدري أقال في الثالثة أو الرابعة " اعمل ما شئت " .صحيح مسلم
أى مادام يتوب ويعود بعد كل ذنب
وقال تعالى {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت : 69]
*** لا تستعجل إن إشتدت المحن وكثرت الإبتلاءات
{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح : 5]
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة : 155]
وتذكر الخباب بن الأرت.. وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم ولكنكم تستعجلون..
اللهم ارزقنا حسن الصبر الذي يرضيك عنا
منقول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ))