عندما ينطق الحجر

على مر الزمان, وفي كل مكان


نعاصر نحن البشر أمواج الحياة, موج يقذفنا هنا وموج يهوي بنا هناك


ومن بين هنا وهناك, تعلمنا الكثير ورأينا الكثير


أمور لا تخطر على بال بشر ,


بل حتى (الحجر)


قد لا يتحمل, وسوف يقف ويتأمل


وقد ينفجر ويتكلم


أن يا إلهي أيعقل ما أسمع


اخبرني الهمني


أيعقل أن يكون هناك بشر أقسى من الحجر!!


وبينما هو في حيرته,


رأى من بعيد جبل أشم




فناداه ( يا جبل,يا جبل) بالله عليك قلي أخبرني إن كنت تعلم,


من أقسى أنا أم البشر ؟


قال إليك عني يا حجر, فأنا أرى من ارتفاعي مالا تراه


وما لا يسرك أن تراه


أذهب ودعني وشأني


خاف الحجر واستأثر أن يسكت حتى لا يغضب الجبل


وعندها








مر طير يطير مسرعا يصفق بجناحية كالهارب من نار أو دمار


ناداه الحجر قال يا طير هل لي منك بالتفاته أريد أن أسالك


عن البشر, من هم وما طبيعتهم,


فأنت تجوب البلاد شرقا وغربا


أخبرني بالله عليك, اخبرني هل هم فعلا قساة!!


قال الطير, وهل تراني أطير بسرعتي هذه إلا هروبا منهم ومن قسوتهم


لقد أتيت هنا لأوي إلى أشجار هذا المكان حيث لا بشر لا بشر


قال الحجر لما يا طير لما أخبرني فقد زاد شغفي وزادت حيرتي


قال الطير ولما اخبرك وبإمكانك أن ترى بنفسك


قال الحجر كيف, وأنا لم أراهم طوال حياتي!!


قال الطير أتريد أن أحملك, والقى بك عند مساكنهم


قال الحجر, نعم أريد


حمله الطير والقى به في قرية من قرى البشر


عاش هناك مدة قصيرة, ورأي بعينه أحداثا عظيمة


رأي العجب, رأي القسوة عن كثب


القهر , الظلم, الاستبداد, التسلط, الجبروت


بكى وبكى, وعن حاله سهى


إلى أن أتى إليه طفل صغير


فحمله بيديه, وقذف به داخل بئر عميقة





أطفأ ماؤها حرارة ما يحسه من صدمة و ألم


فسبح وهلل وحمد الله أن قساوته لم تكن إلا في مكوناته

ولكنه يحمل في داخلة مشاعر رقيقة, وقلب رحيم









فما هي يا أخواتي, الأهوال التي رآها الحجر..؟


وجعلته يتألم, ويحمد الله أنه ليس بشرا


لتمسك كل واحدة منا قلمها وتكتب أقسى ما رأته أو سمعته أو أحسته من