كان مبارك «ثقيل السمع، ويأبى أن يستعمل سماعة»، بحسب وصف وزيرة الخارجية السابقة كوندليزا رايس، لذا مالت عليه وقالت بصوت مرتفع حتى يسمعها جيدا «لديك فرصة لأن تفعل شيئا عظيما لوطنك»، تقصد الإصلاح.
وتابعت «لن تظل للأبد لكي تفعل ذلك في ما بعد، لأنهم سيطالبونك بذلك، افعله الآن»، لكن مبارك انتصب في جلسته ثم مال إلى الأمام ونظر إليها، وبدا كفرعون، وهو يقول لها «أنا أعرف شعبي، المصريون في حاجة إلى قبضة قوية».
هذه الحكاية التي ترويها رايس في مذكراتها «لا شرف أعلى» التي صدرت مؤخرا، وأسهبت فيها فى الحديث عن مبارك، فتحدثت عن تقدمه فى السن وضعف سمعه وعدم رغبته فى إصلاح سياسى واعتقاده أن المصريين لا يفهمون إلا «القبضة القوية». وتكتب رايس «إن مشكلته لم تكن معنا فى أمريكا وإنما مع شعبه».
وذكرت في الكتاب عن لقاء تم في واشنطن مع عمر سليمان مدير المخابرات العامة سابقا، للحديث عما يجب فعله قبل الانتخابات الرئاسية عام 2005، وأن رايس تحدثت فى الأمر ذاته مع الرئيس مبارك نفسه مرتين خلال شهر أغسطس.
كوندليزا رايس وصفت في مذكراتها وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط بأنه كان «يحب البدل الأنيقة والنبيذ الفاخر، وأنه كان لا يثق بالإسلاميين، ويفخر بأن عددا كبيرا من النساء اللائى يعملن فى وزارته لا يرتدين الحجاب»، وأن أبو الغيط ردد على مسامعها «أن الرئيس يعتبرك مثل ابنته».