بلاش تحدفو طوب وتعالو اقولكم دينا بيقول اية "و قل لعبادي يقولوا التي هي "أحسن".. "
يقولوا التي هي أحسن
د. صلاح الخالدي
قال الله عز وجل: « وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم
إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً » (الاسراء:53).
يأمر الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يطلب من المؤمنين حسن التعامل والتكلم والتخاطب بينهم،
وذلك بأن يحرص كل منهم على أن يقول التي هي أحسن لأخيه
وتدل الآية على وجوب توثيق الصلات بين المؤمنين، وتعميق الروابط بينهم،
وتمتين معاني المحبة والاخوة والمودة بينهم.
و «التي» صفة لموصوف محذوف،
تقديره: الكلمة، أو الجملة، أو العبارة أي: قل لعبادي أن يقول أحدهم للآخر الكلمة التي هي أحسن،
والجملة التي هي أحسن، والعبارة التي هي أحسن..
فعندما يخاطب المؤمن أخاه فلا بد أن يفكر في ما يقول له، ولا بد أن يحسن انتقاء الكلمات والعبارات،
وأن يحرص على إدخال السرور على أخيه عندما يخاطبه.
و «أحسن» : فعل تفضيل، وهو أعلى درجة من الحسن
تقول: هذا قول حسن وهذا قول أحسن، فالقول الثاني أحسن وأفضل من القول الأول
عندما يخاطب الإنسان المؤمن أخاه فإما أن يقول له الكلام الأسوأ،
وإما أن يقول له الكلام السيئ، وإما أن يقول له الكلام الحسن، وإما أن يقول به الكلام الأحسن
القول الأسوأ هو الأكثر سوءاً وقبحاً، والأشد إيذاء للسامع، وأهون منه شراً الكلام السيئ،
ولايختار الكلام السيئ إلا الشخص السيئ، ولا يختار الكلام الأسوأ إلا الأشد سوءاً وشراً.
المؤمن الصالح يحرص على أن يختار الكلام الأحسن، الذي يفرح ويسر به سامعه،
فإن لم يجد الكلام الأحسن قال الكلام الحسن.. وعليه أن لا يقول الكلام السيئ،
فضلاً عن أن ينحط إلى الكلام الأسوأ.
ومن المعلوم أن اللسان «مغرفة» يغرف ما في القلب، صاحب الكلام الأحسن امتلأ قلبه بالخير والحسن، فغرف لسانه منه..
وصاحب الكلام ولا أدري ما الذي دهى بعض الناس!
يكون الكلام الحسن مبذولاً لهم فيرفضونه، ويتركونه إلى الكلام السيئ،
إنهم ينتقون العبارة التي هي أقبح وأرذل وأسوأ انتقاداً،
و«قاموسهم» لا يضم إلا الأسوأ والأقبح من الكلمات.
وأمرنا الله في القرآن بما أمر به بني اسرائيل،
وذلك في قوله تعالى: « و قولوا للناس حسناً وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة »
(البقرة:83).
فالقول الأحسن موجه من المؤمن لكل الناس الذين يخاطبهم، مهما كانت صلتهم به
فيا أيها القائل: احرص على قول الأحسن فإن عجزت عنه فقل الحسن، وإياك والقول السيئ أو الأسوأ!.