ثورة ثورة عالمية لأجل العيش والحرية، هكذا كانت مشاركة المصريين في
"سبت الغضب" العالمي الذي انطلق في أكثر من عاصمة عالمية؛ احتجاجاً على
تدهور الأوضاع الاقتصادية وسطوة المال على معظم البلدان.
في السادسة من مساء أمس السبت انطقت مسيرة ثورة "15 أكتوبر" العالمية من
أمام مركز التجارة العالمي بالقاهرة باعتباره رمزاً لسطوة البنك الدولي
وتوحش النظام الرأسمالي.
المسيرة شارك فيها ما يقرب من ألفي شخص ونظمها "اتحاد الشباب الاشتراكي" وحركة "المصري الحر" بالإضافة إلى عدد من الأقباط.
اتسمت المسيرة بالتنظيم البالغ بالإضافة إلى وقوف الشرطة والشرطة
العسكرية على الحياد، وتنظيم عدد من أفراد الشرطة المرور خلال سير التظاهرة
من مركز التجارة العالمي إلى ميدان التحرير مروراً بمبنى ماسبيرو وميدان
عبد المنعم رياض ودار القضاء العالي وميدان طلعت حرب.
معاً ضد الفقر.. معاً ضد الفساد.. معاً ضد الاستبداد.. معاً ضد الجوع..
معاً ضد العولمة.. معاً ضد المجلس العسكري، كلها لافتات زينت المسيرة
بالإضافة إلى اللافتات الرسمية للثورة العالمية.
لن يحكمنا البنك الدولي.. لن يحكمنا الاستثمار، ذلك كان أبرز الهتافات
التي كانت صدحت بها أصوات المشاركين في المسيرة، علاوة على الهتاف الشهير
"عيش حرية عدالة اجتماعية"، وعدد من الهتافات المنددة بسياسات العسكري.
التنظيم البالغ للمسيرة حال دون وقوع اشتباكات مع عدد من المارة الذي
حاولوا استفزاز المشاركين، حيث ظهر شخص يلبس قميصاً مكتوباً عليه "أويد
المجلس العسكري" وحاول الاشتباك مع عدد المتظاهرين أمام مبنى ماسبيرو، لكن
المنظمين ذهبوا به خارج المسيرة، وتكرر نفس الأمر أمام في شارع طلعت حرب.
الكدابين أهم.. هذا ما وجهه المتظاهرون إلى مبنى ماسبيرو تعبيراً عن
انتقادهم الدائم لطريقة تغطيته للأحداث، وطالبوا أيضاً بإقالة وزير
الإعلام، كما أن عدد من الفتيات الأقباط لم يتمكنوا من تمالك أعصابهم
وأغرورقت أعينهم بالدموع حزناً على ضحاياهم خلال الاشتباكات مع الشرطة
العسكرية.
الاتحاد الاشتراكي سبق وأصدر بياناً يؤكد فيه مشاركته بالمسيرة التي
وصفوها بأنه دعا لها بعض الرفاق في إسبانيا، ودعوا خلاله للتحرر من
الرأسمالية العالمية التي تحتضر على حد وصفهم، وأن اليسار هو الطريق الوحيد
لشعوب العالم من أجل أن تحيا في مجتمع عادل.
ثم اختتموا بيانهم بقول "إننا في اتحاد الشباب الاشتراكي إذا كنا نتظاهر
ضد الرأسمالية العالمية الوحشية اليوم، فإننا نؤكد أن نضالنا ضد الكيان
الصهيوني سيستمر حتى عودة كامل التراب الفلسطيني، وتصفية هذا الكيان الذي
يمثل الحارس الأمين لمصالح الإمبريالية العالمية في المنطقة.