«الأحداث التى أودت بحياة 24 مصريا على الأقل وأصابت كثيرين، سوف تثير
الشكوك حول النيات الحقيقية للمجلس العسكرى الحاكم للبلاد منذ الإطاحة
بالرئيس السابق حسنى مبارك فى فبراير الماضى، الذى وعد بانتقال سلمى
للديمقراطية» بهذه الكلمات بدأت مجلة تايم الأمريكية تعليقها على الأحداث
العنيفة التى شهدها وسط القاهرة، أول من أمس الأحد. المجلة تبنت وجهة النظر
التى لا تستبعد وجود نيات عسكرية لاستغلال ما حدث للبقاء فى السلطة وتجاهل
مطالب الإسراع فى الانتقال إلى حكم مدنى عبر انتخابات رئاسية، مستنكرة
تغطية التليفزيون المصرى الذى اعتبرته «تايم» محرضا على فتنة طائفية. وتجلى
ذلك فيما نقلته المجلة عن المدون المصرى حسام الحملاوى، الذى اعتبر عنف
الأحد المرة الأولى التى يتخذ فيها الجيش المصرى خطوات عدوانية ضد مظاهرة
قبطية.
ويصف الأحداث بالمثيرة للقلق لأن التليفزيون المصرى تعامل مع
الأحداث تماما كما فعل فى أثناء الثورة المصرية التى استمرت 18 يوما، حيث
تبنى ادعاءات غير متحقق منها، وتحدث عن أجندات أجنبية، وأيادٍ خارجية، حتى
إن أحد المذيعين حث المصريين على ضرورة «حماية الجيش من الأقباط»، وهو ما
يفسر على أنه تحريض طائفى، مما دفع كثيرين إلى التزاحم فى مكان الأحداث
والهجوم على الأقباط الذين كانوا ولا يزالوا هناك. وأضافت تايم: إن نظام
مبارك لديه تاريخ طويل من استغلال التوترات الطائفية، حتى إنه كان يسمح
أحيانا باندلاع العنف ليثبت للشعب المصرى أن الحكم الاستبدادى هو الوحيد
الذى يحمى مصر من الفوضى، ويوضح أنه هو من يحمى الأقلية المسيحية فى مصر من
الإسلاميين ويطمئن الإسلاميين فى الوقت ذاته أنه يبقى المسيحيين تحت
سيطرته.
المجلة الأمريكية تقول إن الثورة الشعبية التى أجبرت الجيش
على طرد مبارك فقدت مبادرتها ونفوذها وفاعليتها، حيث يرى كثير من النشطاء
الديمقراطيين والمراقبين الأجانب أن القوات المسلحة تتبع نفس السلطات
الاستبدادية، التى كان يتمتع بها مبارك، وهو ما يوضح تحكمها فى موعد ومحتوى
الفترة الانتقالية الديمقراطية فهى وحدها صاحبة القرار فيها.