أشار الأديب العالمي علاء الأسواني إلى حساسية الوضع والأزمة التي
تعيشها مصر الآن ، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الأطراف التي كانت تسعى في
الماضي إلى تأجيج نيران الفتنة بين طوائف الشعب، وتقوم الآن بإعادة نفس هذه
السياسة ونفس اللعبة لتأجيج الخلافات بين المصريين.
وأشار الأسواني في حديثه إلى برنامج «ناس بوك» الذي تقدمه الدكتورة هالة
سرحان على قناة روتانا مصرية إلى أن أبرز هذه الأطراف جهاز مباحث أمن
الدولة الذي لعب دورا خطيرا في السابق في أشعال الخلافات بين المصريين.
وتحدث الأسواني عن الخلافات الدينية المشتعلة في مصر الآن ورأيه في
الكثير من القوى السياسية أو الدينية على حد سواء، موضحا إن السلفيين أكثر
وضوحا من الإخوان لأنهم أعلنوا صراحة إن الديمقراطية كفرا.
وعن أزمة كنيسة المريناب الأخيرة في أسوان، قال الأسواني أن محاولات
الكثير من المسؤولين في السلطة الآن حل هذه المشكلة بصورة خاصة أو مشكلة
الفتنة الطائفية بصورة عامة جيدة، إلا أنها لن تحل هذه المشكلة، مشيرا إلى
وجود الكثير من الأسباب فيما حولنا والتي تجعل الأقباط يخافوا من المستقبل،
مطالبا بضرورة معاقبة أي شخص يثبت إدانته بحرق الكنائس .
وتساءل الأسواني كيف يتهم شخص أو جماعة بحرق كنيسة وبعدها أقعد معاه
وأعمل مجلس عرفي، مشيرا إلى أن مصر في النهاية بلد الاقباط ..."ومش عايز
أقول أنها بلادهم قبل ما تكون بلادنا".
وحذر الأسواني من الشعارات الدينية التي بدأت الكثير من الأحزاب
السياسية ترديدها، وعلى رأسها شعار «الإسلام هو الحل» معتبرا أن هذا الشعار
يمثل مشكلة كبيرة هو أو أي شعار ديني في النهاية.
وعن ثورة الخامس والعشرين من يناير، قال الأسواني إنه كان متأكدا من
أندلاع الثورة، موضحا أن كافة المعطيات قبل 25 يناير أكدت قيام هذه الثورة
وقال الاسواني أن هذه الثورة كانت نتيجة لما أسماه بـ«الاحتلال
المباركي»، وهو الاحتلال الذي مارس فيه نظام الرئيس الخلوع حسني مبارك
جرائمه البشعه ضد الشعب.
وتطرق الأسواني إلى قضية استعادة أموال مصر في الخارج، مشيرا إلى أن
المجتمع الدولي نجح في استعادة أموال القذافي على سبيل المثال بسبب وجود
إرادة سياسية ليبية لذلك، غير أن مصر مافيهاش إرادة سياسية لاستعادة
الأموال المنهوبة.
وتحدث الاسواني عن رغبة سوزان مبارك في الفوز بجائزة نوبل مشيرا إلى أن
التليفزيون المصري قاطع في السابق احتفالية حصول الدكتور محمد البرادعي على
جائزة نوبل لأن سوزان كانت غاضبة لعدم حصولها على الجائزة، موضحا إنها
كانت تتمنى الحصول على هذه الجائزة بدلا من البرادعي.
من ناحية أخرى، تساءل الأسواني أيضا عن السبب الذي يجعل وزارة الداخلية
تترك البلطجية المعروفين باسم «أبناء مبارك» في كل مرة أثناء محاكمة الرئيس
السابق وهم يبادرون بالاعتداء على أهالي الشهداء، وطالب الاسواني بضرورة
معاقبة هؤلاء البلطجية حالة تعرضهم لأهالي الشهداء، مشيرا إلى أن أهالي
الشهداء ورغم كل هذا يطالبون بمحاكمة عادلة للرئيس المخلوع.
وتعجب الاسواني من المسار الذي تسير فيه محاكمة الرئيس مبارك ، قائلا "إزاي محامو الشهداء مايقدروش يسألوا الشاهد".
وقال الأسواني صراحة إن قرارات المجلس العسكري لا تستطيع حماية الثورة
حتى الآن، مشيرا إلى أن تراخي المجلس أتاح الفرصة من جديد أمام الفلول
للعودة إلى الساحة السياسية ، وهو ما يمثل خطرا كبيرا على مصر.
وقال الأسواني أن كل ثورة لها ثورة مضادة، وطالب بالتصدي لهذه الثورة
المضادة بكل قوة وحزم، خاصة مع استعداد الكثير من القوى السياسية السابقة
"الفلول" للعودة من جديد للساحة السياسية.
وقال الأسواني إن كل ثورة ليها ثورة مضادة ، موضحا إن الثورة المضادة الآن بتخوض معركتها الأخيرة.
وطالب الأسواني بضرورة حماية المجلس للثورة وعدم تعريضها للخطر، من قبل فلول النظام السابق وبقايا الحزب الوطني .
ونفى الأسواني وجود الحزب الوطني كحزب سياسي على الساحة قائلا "ماكانش
عندنا حزب وطني وكان عندنا جمعيه منتفعين، ولازم ندافع عن مصر ضد محاولات
أعضاء الجمعية دي من تدمير مصر".
وقال الاسواني أن الشكل العام بيشير إلى أن المجلس العسكري لا يرغب في
القضاء على الفلول ، محذرا من عودة الفلول من جديد على الساحة خاصة وأن
لديهم كافة الإمكانيات المادية.
وقال الاسواني أن الثورة لها الآن مشاكل حقيقية مع سياسات المجلس
العسكري ، موضحا في الوقت ذاته إن الثورة أخطأت عندما غادر الثوار التحرير
11 فبراير
وقال الأسواني: "كان لازم نعمل قيادة للثورة لتحقيق أهداف الشعب".