لا تزال جمعة الغضب تبوح بأسرارها، من خلال التحقيقات وشهادات شهود
العيان والمسؤولين. مساعد مدير أمن الجامعة الأمريكية العميد عماد
البهنساوى، قال لـ«الدستور الأصلي» إن عددا من الأفراد التابعين
لـ«الداخلية»، اقتحموا بالقوة حرم الجامعة فى يوم 28 يناير، واستخدموا أحد
مبانى الجامعة فى إطلاق النار على المتظاهرين فى ميدان التحرير.
البهنساوى أوضح أن قوات الشرطة صعدت إلى الدور الرابع، كانت عبارة عن
ثلاثة ضباط وخمسة مجندين، اقتحموا باب الجامعة المطل على شارع الشيخ
ريحان، لمطاردة المتظاهرين الذين دخلوا الجامعة من بابها المطل على شارع
قصر العينى، وفى أثناء المطاردات داخل الجامعة بين الداخلية والمتظاهرين،
حدثت أعمال سرقة لمكاتب الجامعة وأجهزة الحاسب الآلى، وبعدها هرب
المتظاهرون إلى الخارج، وظلت قوات الداخلية باقية أعلى أحد المبانى المطل
على ميدان التحرير، وبدؤوا فى التعامل وإطلاق النار على المتظاهرين من
داخل الجامعة.
البهنساوى أقر بأن اللواء مختار رجب مدير أمن الجامعة الأمريكية،
وأفرادًا أمن الجامعة فشلوا فى طرد ضباط الداخلية الذين أصروا على استمرار
إطلاق النار على المتظاهرين من داخل الجامعة، قرابة الساعة ونصف الساعة
أو الساعتين. بعدها استعان مدير أمن الجامعة بأحد رجال الشرطة التابعين
لقسم شرطة قصر النيل، لإقناع ضباط الداخلية بالنزول من مبنى الجامعة
والخروج منها، وهو ما حدث بالفعل، مضيفا أنه بعد خروجهم صعد إلى مبنى
الأمن التابع للجامعة، واكتشف وجود فوارغ لطلقات خرطوش ومطاطى، وتم إبلاغ
النيابة العامة بالواقعة، دون أى مساس بتلك الفوارغ، فحضرت فى اليوم
التالى للأحداث، وحرزت 73 فارغا، ما بين خرطوش ومطاطى.
مساعد مدير أمن الجامعة الأمريكية نفى وجود كاميرات مراقبة داخل الحرم
الجامعى أو خارجه، وكذلك ما تردد عن تسجيلات كاميرات الجامعة الأمريكية
لأحداث الثورة، مشيرا إلى أن نظام المراقبة بالكاميرات كان موجودا فى
الجامعة، منذ أكثر من عامين، لكن تمت إزالة الكاميرات فى عملية تطوير
الجامعة، كما نفى أيضا كل ما تردد بشأن موافقة الجامعة على دخول أفراد
الشرطة، مؤكدا عدم وجود قناصة أطلقت النار من داخل الجامعة الأمريكية.