حمزة بن
عبد المطلب
ــــ
أبوه : عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف بن قصى
كنيته : كان يكنى بابنيه .. يعلى .. وعمارة
فكان ينادى .. يا أبا عمارة .. أو يا أبا يعلى
أمه : هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة
- أمه هالة ابنت عم آمنة بنت وهب أم النبى
- وحمزة شقيق صفية بنت عبد المطلب عمة النبى
- وحمزة .. هو أخو النبى من الرضاعة
أوضعتهما ثويبة مولاة أبى لهب ..
كما أرضعت أبا سلمة بن عبد الأسد ..
- كان حمزة أسنَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين وقيل بأربع سنين
- هو سيد الشهداء
- آخى الرسول بينه وبين زيد بن حارثة
- أسلم فى السنة الثانية من المبعث
- استشهد فى غزوة "أحد" للنصف من شوال سنة ثلاث للهجرة .
- كان عمره سبعا وخمسين وقيل تسعا وخمسين
وقيل كان عمره أربعاً وخمسين سنة ..
يقول ذلك من جعل مقام النبى صلى الله عليه وسلم بمكة بعد الوحى عشر سنين
فيكون للنبى صلى الله عليه وسلم اثنتان وخمسون سنة ..
ويكون لحمزة أربع وخمسون سنة
فإنهم لا يختلفون فى أن حمزة أكبر من النبى صلى الله عليه وسلم
- وكان له من الولد : يعلى ، وعامر ..
وبنت اسمها إمامة .. أمها سلمى بنت عميس أخت أسماء بن عميس الخثعمية
وهى التى اختصم بها .. زيد .. وجعفر .. وعلىَّ
أما ابنه يعلىَ فكان يكنى به
وابنه الآخر عامر كان صغيراً ومات صغيراً ..
وأمها بنت الملة بن مالك .. من الأنصار ، ومن الأوس
وأما عمارة فأمه خولة بنت قيس .. أنصارية من نبى النجار
ويقال : إنه لم يبق لحمزة بن عبد المطلب ولد ولاعقب الله تعالى أعلم .
الأسد القناص :
كان حمزة فتيا قوياً ... شجاعاً مهيباً .. يُخْشَىَ بأسه
وكان مع ذلك مولعاً بالصيد .. يخرج له .. فيطارد فريسته ويرميها ..
ويعود بها غانماً سعيداً معتزاً بمهارته فى الصيد ..
فى ذلك اليوم المشهود فى حياته ..
عاد بلا حصيلة .. وعند الصفاة ... رأته مولاة لعبد الله بن جدعان التيمى من
مسكن لها فوق الصفاة .. فاستوقفته .. وقالت له : يا أبا عمارة ..
لو رأيت ما لقى ابن أخيك محمد آنفاً من أبى الحكم بن هشام !
قال لها : ماذا حدث ؟
قالت : وجده ها هنا جالساً .. فآذاه
وبلغ منه ما يكره .. سبه فى نفسه ودينه .. تم انصرف عنه .
قال حمزة : وماذا فعل محمد ؟
المرآة : لم يرد عليه بشئ .. تركه وانصرف إلى بيته ..
ــــــــــ
وكان من عادة حمزة .. إذا رجع من الصيد يطوف بالكعبة ثم يعود إلى أهله
كان أعز فتى فى قريش .. يألف ويؤلف
إلا إذا أثير .. أو جرحت كرامته بشئ ..
لايمر على مجموعة من قريش يتحدثون إلا وقف وسلم وتحدث إليهم بودادته وألفته المعهودة .. إلا فى ذلك اليوم المشهود .
حمزة يقتنص أبا جهل :
لم يكد حمزة يسمع كلام المرأة فوق الصفاة ..
حتى تحدرت الدماء وثارت فى عروقه ..
كيف يسئ هذا الرجل - وكره أن ينطق باسمه .. ؟
.. كيف يسئ إلى ابن أخيه وأخيه فى الرضاعة ؟
كيف يسئ إلى محمد الذى لم يسئ إلى أحد قط لاعن خوف أو جبن ..
إنه شجاع .. قوى .. لايغلب ..
ولكنه جُبِلَ على ألا ينطق بكلمة نابية تخدش مشاعر أى إنسان !
فانظلق إلى الكعبة تركض به مشاعره
كما يركض فرسه .. لملاقاة الرجل الذى اعتدى على ابن أخيه ..
وفى المسجد وقع بصره عليه كما يقع السهم فى الرمية ..
فوجده جالساً يضحك مع رجال من بنى مخزوم ..
وإزدادت ضربات قلبه حدة .. ما الذى يُضِحكُ هؤلاء ؟
لعلهم يتندرون الآن بما فعل زعيمهم بمحمد
أوقف فرسه عن قرب ..
ترجل .. امتشق قوسه .. سار فى تؤدة.. حتى إذا وقف على رأس أبى الحكم ..
رفع القوس وأهوى به على رأسه فشجه شجة منكرة ..
وفغر الرجال أفواههم دهشة وذهولاً
قال حمزة : ما شأنك بمحمد ؟
لماذا تؤذيه وتسبه فى نفسه ودينه ..؟
وقام بعض رجال بنى مخزوم لمناصرة زعيمهم ولكن أبا الحكم نهض إليهم وهو يجفف دماء جبهته .
قال مهوناً الأمر عليهم :
" دعوا أبا عمارة .. فإنى والله سببت ابن أخيه سبَّاً قبيحاً . "
قال بعضهم : إن محمداً يسب آلهتنا .. ويسخر بهم
- وقال آخر : لعلك صبأت مثله يا أبا عمارة ..
قال حمزة : وماذا تعيبون على محمد ..
إنه لا يقول منكراً .. وأنا على دينه .. أقول ما يقول ..
وكأنما ألقى على القوم كرات من الحنضل .. وقفت فى حلوقهم .
ــــــــــ
انصرف حمزة إلى أهله مبتسماً راضياً ..
أن اقتص لابن أخيه .. ولعله كان يردد على نفسه فى سعادة
لم أعد اليوم من رحلة الصيد بشئ ..
ولكنى سعيد باقتناص أبى جهل .. لقد استبدلت قنصا بقنص ..
وفريسة بفريسة
ــــــــــ
ظن أن مشاعره هدأت .. وأعصابه استرحت
ولكن شيئاً ما تسرب إلى نفسه .. وسوسة كفحيح الشيطان ..
" إنك سيد قريش .. اتبعت هذا الصابئ .. وتركت دين آبائك ؟!
إن الموت خير لك مما صنعت ..
وراح يدافع هذه الوسوسة التى كانت تتزاحم فى نفسه ..
كيف يقبل عاقل هذه العقيدة الزائفة .. التى تمنح الأحجار قيمة ليست لها.
-: إن آباءك وأجدادك تقربوا بها إلى الله
-: إنها حجارة صماء بكماء لا ترد جواباً .. ولا تدفع يداً تمتد إليها بهوان ..
-: هل أنت أبعد نظراً .. وأكثر حكمة من أبيك عبد المطلب ؟
- : إن جدنا إبراهيم .. كسَّر الأصنام .. لكنه حين بنى البيت وضع فيه حجراً
ما زال يقبل حتى الآن
- : يا إلهى .. ما هذا الفحيح الشيطانى
ولماذا الإصرار على نفث هذه الوساوس فى قلبى .
" اللهم .. إن كان ما صنعت رشداً .. فاجعل تصديقه فى قلبى ..
وإلا .. فاجعل لى مما وقعت فيه مخرجاً ..
وبات ليلة لم يبت بمثلها ... مما ألم به من وساوس .. وهواجس
وكأنه كان يعتلى جواد امرئ القيس
مكرَّ مفرَّ مقبل مدبر معاً
كجلمود صخر حطه السيل من علِ
حاول طوال ليلته تلك .. أن يطرد سرب الهواجس
ولكنها كانت تعاوده .. تطن فى أذنيه طنين الذباب ..
وتعجب لهذا الذى يحدث معه وساءل نفسه
لماذا تصر هذه الوساوس والشكوك على البروز فى الذاكرة .. ؟
ومن صاحب المصلحة فى إطلاقها على هذا النحو المقلق لهدوء النفس .. وسكينة الأعصاب ؟ !
لماذا هذا التكاثر على محمد .. ؟ والتألب عليه .. والعداء له .. والتحالف ضده ..؟
وإنه لصادق فى كل ما يقول ويفعل ..
لم يجرب عليه أحد كذبا قط .. فكيف يكذب على الله ؟
هذه هى الحقيقة التى توجهت فى قلبى .. وجعلتنى أقدم على ما أقدمت عليه
ــــــــــ
وحين أشرقت الشمس ..
وآذابت أشعتها ظلام الليلة الثقيلة القاسية
انطلق حمزة إلى ابن أخيه محمد فقال له :
:- " يا ابن آخى .. إنى قد وقعت فى أمر لا أعرف المخرج منه
وإقامة مثلى على مالا أدرى ماهو .. أرشد أم غى شديد ..
فحدثنى حديثاً .. فقد اشتهيت يا ابن أخى أن تحدثنى "
- وروى له كل ما حدث مع الحكم ابن هشام وكل ما عاناه من خواطره فى ليلته الماضية ..
" فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فذكره ووعظه .. وخوفه .. وبشره
فألقى الله فى قلبه الإيمان .. بما قاله رسول الله
وضرب الرسول على صدره فى حنو بالغ ..
واعتنقا .. وسالت دموعهما المشتركة حمداً .. وشكراً لله تعالى .
وذاع خبر إسلام حمزة ... لاذعاً .. يغص حلوق المشركين ..
" وعرفت قريش .. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد عز وامتنع .. وأن حمزة سيمنعه ..
فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه "