قال الشيخ محمد حسان الداعية الإسلامى أن مصر تمر الآن بمرحلة حرجة، لا تخفى على أحد، وهذه المرحلة تقتضى بأن يكون الخطاب الدعوى واضح لا يعرف المجاملات أو التدليس، ويجب أن يرتكز على عدة أولويات، ليعلم كل واحد دوره ومسئوليته، تأتى فى المقدمة إحياء الربانية فى القلوب، وتشديد الإيمان، وربط القلوب بالله جل وعلا، لافتا إلى أن ما وقع على أرض مصر كان صناعة ربانية، وليس بفضل أحد، أو طائفة، وإنما هو استجابة لدعاوى المظلومين المسجونين، جاء ذلك خلال كلمته التى ألقاها فى مؤتمر "معا من أجل مصر"، والذى نظمته جماعة الإخوان والدعوة السلفية بالجيزة.
وأضاف حسان أن الخطاب الدينى يجب أن يكون مطمئن للآخرين، للمسلمين وغيرهم، لافتا إلى أن مصر ليست ملكا للمسلمين فقط، ويجب أن يسود العدل بين المسلمين وغيرهم، فالإسلام هو الأصل، ومصر دين الإسلام، ووجه كلمته للأقباط قائلا: "أنتم لستم بحاجة للاستقواء بالخارج لأن ديننا يلزمنا بحمايتكم، فقتل الذمى من أكبر البشائع، ونحن لا نقبل إهانة القبطى قط"، مشيرا إلى أن ديننا يعلمنا أن لا نكرة الآخرين على الدخول فى الإسلام.
وأكد أن من حقنا كمسلمين أن نتحرك لحماية بلدنا من الفتنة، فأمريكا جاءت من أقصى البلاد بدعوى تحقيق الحرية وإنقاذ العرب من حكامهم، وأن ما نتعرض له من حملة إعلامية لتشويه صورة بعض الرموز الدينية وتخويف الناس منا، فهو عبارة عن شائعات، لافتا إلى أن الإسلام دين عدل، فإذا أخطأ أحد لا ينبغى أن يحاسب الإسلام بخطئه، ثالثا ينبغى أن يكون الخطاب الدعوى مركز على حقيقة التغيير، مؤكدا أن التغير لن يحدث إلا بعد تطهير أنفسنا، متسائلا أى تغير يحدث ونحن نعيش فى تلك الفوضى؟ فالحرية مسئولة، ومتقيدة بضوابط الشرط.
ووصف التغير الحقيقى بضرورة الكف عن الكذب، وعدم أخذ الرشوة، ومحاربة الظلم والفساد، مشددا على ضرورة أن نتحرك جميعا على خلاف طوائفنا للعمل من أجل ديننا ثم من أجل بلدنا، داعيا للتصالح لا للتخاصم، وللتكاتف لا للتفارق، لافتا إلى أنه لا خلاف على المسميات المختلفة بشرط أن يكون الخلاف فى الفروع والأحكام لا فى الأصل والثوابت، مستشهدا بقول شيخ الإسلام بن تيمية " أن الخلاف فى الأحكام والفروع أكثر من أن ينضبط"، مطالبا بضرورة التركيز على قيمة العمل، والله جل وعلا أمرنا بإتقان العمل.
وأكد حسان أن لديه أمل فى الله أولا، ثم فى الجموع بأن تكون المرحلة المقبلة أفضل من سابقتها، مطالبا الجموع بأن لا ينصتوا للشائعات التى تقذف الرعب فى القلوب.
ومن جانبه أكد الدكتور حلمى الجزار مسئول المكتب الإدارى للإخوان المسلمين، أننا جئنا لنرفع راية الإسلام، وما حدث بمصر هو فضل من الله، لافتا إلى أن من قدرة الله أن يجعل وزير الداخلية الأسٍبق فى نفس السجن الذى كان متواجدا به المعتقلون من الجماعات الإسلامية والإخوان المسلمين، مطالبا بضرورة استكمال المسيرة، وأن نضم القول للعمل حنى نكون مع الصادقين، والقلوب بالله عامرة، فمصر لو صلحت صلح العرب أجمعون.
وأضاف، أن المصريين أصبحوا قدوة للعرب أجمع، وما حدث بمصر فهو من الله، ونحن اليوم معا، ونزداد من أجل رفع راية الله، فالعرب كانوا أذل الناس قبل الإسلام والله أعز العرب بالإسلام.
فى حين أكد الداعية منير محمد العقبان بسوريا، أنه جاء ليهنئ الشعب المصرى على الحرية والنصر الذى كرمهم الله به، مؤكدا أن مصر هى عمود العالم العربى، لافتا إلى أن الشعوب العربية أرادت أن تحذو حذو مصر، ووجه كلامه للمصريين قائلا: "أنتم صنعتم التاريخ ونحن ورائكم"، مؤكدا أنه لا يوجد فى هذا الكون قادر على تحرير هذه الأمة وتوحيده سوى الإسلام.
أما الدكتور صفوت حجازى فأكد أن مصر تطهرت بدماء العديد من الشهداء، لافتا إلى أنه ما عزت مصر إلا وعز الإسلام والمسلمون، وماذلت مصر إلا وذل المسلمون، لافتا إلى أن ثورة يناير صنعها الله عز وجل، فهى كانت بغير قائد وزعيم، فمن نسب الثورة لنفسه فهو كاذب، وكلنا خرجنا، ولم نكن نحلم بما نحن فيه الآن.
وأضاف أن هذه الثورة لها أعداء كثيرون بالداخل والخارج، ونحن أمام تحديات كثيرة، التحدى الأول وهو الوحدة، فلابد وأن ينبغى أن نكون يدا واحدة، مؤكدا على عدم وجود فوضى داخل مصر، ردا على خطاب الرئيس المخلوع والذى قال فيه أخشى أن يندم شعبى على الفوضى من بعدى، وأول حدث قامت به الثورة المضادة هو كنيسة صول بأطفيح.
وعن حادثة إمبابة قال، إن من قام بهذا الحادث ليسوا بسلفين، بل هناك أيادى خفية ورائهم، ووصف من يثير الشائعات لإثارة الفتن بالخائن، متهما فلول الحزب الوطنى بمحاولة إثارة الفتن.
وأكد أن الولايات المتحدة العربية قادمة، وسيكون هناك خليفة يحكم العرب والمسلمين أجمعين، وإماما يفعل كما يفعل هارون الرشيد، وهذه الثورة هى الخطوة الأولى لبيت المقدس، وهو ما تخشاه أمريكا، أما التحدى الثانى فهو البرلمان القادم والانتخابات المقبلة، موجها كلامه لجموع المصريين بأنهم هم حماة الثورة، لافتا إلى أن مصر لن تجوع أبدا واقتصادها لن يهدم، فالرسول الكريم كانت آخر وصية له مصر وأهلها.