كــراكيـــب:
............
حــوار معتــاد مع أي ربة منزل مصرية:
(إيه لزمة كل البرطمانات الفاضية إللي في المطبخ دي؟!! وإيه كل إللي تحت السراير ده؟!!
وليه البيــت مليــان بكــل (الكراكيب) دي؟؟!!...........)
فيأتي الرد التلقائي:
(يا بني ..سيبها بس, جــايز نحتاجهــا!! وهي يا بني تعباك في إيه بــس؟؟)
فيكون الرد المعتاد أيضــاً:
(يعني لا عارفين (نتحــرك), ولا عارفين (نجــدد) في البيت, ولا حتى عارفين (نفكــر في تغييــر) أي حاجة في البيت بسببها,
وبتقوليلي هي تعباني في إيه!!!)
وكالعادة الواحد يتشــال ويتحــط ومفيش فايدة....
.........................
بعيداً عن هذا الحــوار المثير للغيــظ بكل ما تعنيه الكلمة,
فلقد لفت نظــري أن (الكراكيب) ليست في منازلنــا فقــط!!
فقــد فوجئــت أن معظمنــا لديه (كراكيــب) أشـد خطورة....ولكنهــا في عقولــنا وقلوبنــا!!
فعندما لا (نتحـرك) إلى الأمــام في علاقتنــا مع الله,
وعندمـا لا (نجــدد) في عبادتنــا لله,
وعندما لا (نفكـر في تغييــر) حال قلوبنــا مع الله,
فحينها يجب أن ندرك أن هنــاك (كراكيب) قد كبلتنــا عن السير إلى الله,
و هذه (الكراكيـب) قد تكون:
معلومة مغلوطة قد أوردهــا كاتب في مقــال,
أو آراء مسبقة قد بنيناها على قناعات خاطئة,
أو رفضنــا لأمر من أمور ديننا لجهلنـا لدليله الشرعي,
أو سمــوم قد نفثهــا أعــداء الله لصــد عبــاد عن عبادة رب العبــاد,
أو ذنــوب أقمنــا عليهــا قد قست قلوبنــا بسببها,
أو.....,
أو....... .
.........................
لذا أرجــو من جميــع إخــواني أن نبــدأ حمــلة لتنظيف عقولنــا وقلوبنــا من كل (الكراكيــب) التي قــد تعــوق سيــرنا إلى (الحــق) المطــلق الذي آمنــا به جميعــاً,
وبمــا إن العمــر قصيــر...
فليس هنــاك وقــت للتــردد و التخــوف بسبـب (شوية كراكيـب),
ولا مجــال (لتطهير) قلوبنا وعقولنا إلا بالعــلم,
وكا قال الإمــام الشافعي:
شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي ....فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي
وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِـــــــــــلْمَ نُورٌ....ونورُ الله لا يهــــدى لعاصي..
فالإقــلاع عن المعــاصي والصدق مع الله عنــد تعــلم الــدين,
همــا السبيلان الأساسيان لأي راغــب في التخــلص من (عــوائق) السير إلى الله,
والطــريق إلى الله سهل ميســور لمن أعــانه الله على نفســـه وأرشــده لطريق الهــدى,
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)..منقول
